responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 228
من يذم الدنيا بظلم فإني ... بطريق الإنصاف أثني عليها
وعظتنا بكل شيء وإنا ... حين جدت بالوعظ من مصطفيها
نصحتنا فلم نر النصح نصحًا ... حين أبدت لأهلها ما لديها
أعلمتنا أن المال يقينًا ... للبلى حين جددت عصريها1
كم أرتنا مصارع الأهل والأحباب ... لو نستفيق يومًا إليها
يوم بؤس لهما ويوم رخاء ... فتزود ما شئت من يوميها
وتيقن زوال ذاك وهذا ... تسل عما تراه من حادثيها
دار زاد لمن تزود منها ... وغرور لمن يميل إليها
مهبط الوحي والمصلى الذي كم ... عفرت صورة بها خديها2
متجر الأولياء قد ربحوا الجنة ... منها وأوردوا عينيها
رغبت ثم رهبت ليرى ... كل لبيب عقباه في حالتيها
وإذا انصفت تعين أن يثـ ... ـني عليها ذو البر من ولديها
فأما من ذم ما مدحه الناس قاطبة، فابن الرومي، فإنه ذم الورد وهو مشهور، ووصف البحتري يوم الفراق بالقصر، وقد أجمع الناس على طوله، فقال:
ولقد تأملت الفراق فلم أجد ... يوم الفراق على امرئ بطويل
قصرت مسافته على متزود ... منه لوهن صبابة وغليل3
وهذا النوع، أعني المغايرة، أورده الحريري في المقامة الدينارية، وبالغ في مدح الدينار وذمه، فقال في مدحه:
أكرم به أصفر راقت صفرته ... جواب آفاق ترامت سفرته4
مأثورة سمعته وشهرته ... قد أودعت سر الغنى أسرته
وقارنت نجح المساعي خطرته ... وحببت إلى الأنام غرته
كأنما من القلوب نقرته ... به يصول من حوته صرته5

1 المآل: المصير.
2 الصورة: المرة.
3 الوهن: القلة والضعف.
4 الجوّاب: الكثير التجوال والسفر، سفرته: بفتح الراء واحدة السفر.
5 نقرته: نقشه.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست