responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 163
انظر أيها المتأمل ما أبدع ما أبرز المطابقة في حلل هاتين الاستعارتين الغريبتين، وما ألطف ما أريد معنى المطابقة بقوله بعدها:
وبنات الصدور أوقع فيما ... زعم المجد من بنات الدنان1
فالفاضل أبرز هذه المطابقة في حلل الاستعارة، ولكن من أين للمستعير صحو الوداد، ونشوة السكر، سبحان المانح! ما هذه إلا مواهب ربانية.
وأما الذين تقدم القول بالاقتداء برأيهم في هذا الفن، فإنهم ما أبرزوها إلا في أشعار التورية، فمن ذلك قول القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، في موصول:
وناطقة بالنفخ عن روح ربها ... تعبر عما عندنا وتترجم
سكتنا وقالت للقلوب فأطربت ... فنحن سكوت والهوى يتكلم
فإنه جمع بين التورية والتضمين والمطابقة.
وما أحلى قول الشيخ شرف الدين بن الفارض، في المطابقة بالتورية في قوله:
أرج النسيم سرى من الزوراء ... سحرًا فأحيا ميت الأحياء
ومثله قول الوادعي في قصيدة وهو في غاية الحسن:
يفتن بالفاتر من طرفه ... وريقه البارد يا حار2
ما ألطف قول الشيخ شمس الدين الواسطي في دو بيت:
إن ضر مني بجذوة التذكار ... حبي وبرى عظمي شكرت الباري3
فالعاذل في هواي لا عقل له ... ما أبلد عاذلي وأذكى ناري
ومثله قول سراج الدين الوراق:
وبي من البدو كحلاء الجفون بدت ... في قومها كمهاة بين آساد4
فلو بدت لحسان الحضر فمن لها ... على الرءوس وقلن الفضل للبادي

1 بنات الصدور: الأفكار.
2 يا حار: ترخيم يا حارث.
3 جذوة التذكار: التهابه: والجذوة: الجمرة الملتهبة.
4 المهاة: الغزالة.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست