اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 156
ذكر الطباق:
بوحشةٍ بدلوا أنسي وقد خفضوا ... قدري وزادوا علوّا في طباقهم
المطابقة: يقال لها: التطبيق والطباق، والمطابقة في اللغة أن يضع البعير رجله في موضع يده، فإذا فعل ذلك قيل طابق البعير.
وقال الأصمعي: المطابقة أصلها وضع الرجل موضع اليد، في مشي ذوات الأربع.
وقال الخليل بن أحمد: يقال طابقت بين الشيئين، إذا جمعت بينهما على حد واحد. انتهى.
وليس بين تسمية اللغة وتسمية الاصطلاح مناسبة، لأن المطابقة في الاصطلاح: الجمع بين الضدين، في كلام أو بيت شعر كالإيراد والإصدار، والليل والنهار، والبياض والسواد. وليس في الألوان ما تحصل به المطابقة غيرهما، أعني البياض والسواد، فقد قال الرماني وغيره: البياض والسواد ضدان بخلاف بقية الألوان، لأن كلًّا منهما إذا قوي زاد بعدًا من صاحبه. انتهى.
وإذا ألحقوا بالمطابقة فالتدبيج أحق منها بذلك، فإنهم أوردوا، في المطابقة من التدبيج، قول ابن حيوس على جهة الكناية:
فافخر بعم عَمَّ جود يمينه ... وأب لأفعال الدنية آبي1
ببياض عرض واحمرار صوارم ... وسواد نقع واخضرار رحاب2
1 آبي: رافض.
2 النقع: ما يثار من الغبار وقت احتدام المعارك.
اسم الکتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب المؤلف : الحموي، ابن حجة الجزء : 1 صفحة : 156