responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبرى المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 51
إن العدوّ وإن تقادم عهده ... فالحقد باق في الصدور مغيب
وإذا الصديق لقيته متملقا ... فهو العدو وحقه يتجنب
لا خير في ود امرىء متملق ... حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق ... وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وصل الكرام وإن رموك بجفوة ... فالصفح عنهم بالتجاوز أصوب
واختر قرينك واصطفيه تفاخرا ... إن القرين إلى المقارن ينسب
إن الغني من الرجال مكرم ... وتراه يرجى ما لديه ويرهب
ويبش بالترحيب عند قدومه ... ويقام عند سلامه ويقرب
والفقر شين للرجال فإنه ... حقا يهون به الشريف الأنسب «1»
واخفض جناحك للأقارب كلهم ... بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا ... إن الكذوب يشين حرا يصحب
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن ... ثرثارة في كل ناد تخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه ... فالمرء يسلم باللبان ويعطب «2»
والسر فاكتمه ولا تنطق به ... إن الزجاجة كسرها لا يشعب
وكذاك سر المرء إن لم يطوه ... نشرته ألسنة تزيد وتكذب
لا تحرصن فالحرص ليس بزائد ... في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
ويظل ملهوفا يروم تحيلا ... والرزق ليس بحيلة يستجلب
كم عاجز في الناس يأتي رزقه ... رغدا ويحرم كيس ويخيب
وارع الأمانة والخيانة فاجتنب ... واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
وإذا أصابك نكبة فاصبر لها ... من ذا رأيت مسلما لا ينكب
وإذا رميت من الزمان بريبة ... أو نالك الأمر الأشق الأصعب
فاضرع لربك إنه أدنى لمن ... يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن ما استطعت عن الأنام بمعزل ... إن الكثير من الورى لا يصحب
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه ... يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
واحذر من المظلوم سهما صائبا ... واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رأيت الرزق عز ببلدة ... وخشيت فيها أن يضيق المذهب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا ... طولا وعرضا شرقها والمغرب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ... فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
تتمة: ذكر الإمام أبو الفرج بن الجوزي، في الأذكياء، وغيره، قال: لما حضرت نزار بن

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبرى المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست