اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبرى المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 408
وكان له اليد العظمى والوجاهة التامة عند الرشيد وولديه. توفي الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة في يوم واحد سنة تسع وثمانين ومائة ودفنا في مكان واحد. فقال الرشيد دفن ههنا العلم والأدب.
الأمثال:
قالوا: «ما رأينا صقرا يرصده خرب» . يضرب للشريف يقهره الوضيع.
الخرشة:
بالتحريك الذبابة قاله الجوهري ومنه سماك بن خرشة الإخباري، سميت أمه بإسم تلك الذبابة ومنه أبو خراشة السلمي في قول عباس بن مرداس «1» :
أبا خراشة أما أنت ذا نقر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع «2»
أي السنة المجدبة ومنه خرشة بن الحر الفزاري الكوفي. مات سنة أربع وسبعين كان يتيما في حجر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وهو الذي روي عنه أن رجلا شهد عند فقال له:
إني لا أعرفك ولا يضرك أني لا أعرفك إلى آخر القصة ووقع في المهذب في ذلك غلظ وتصحيف.
الخر شقلا:
السمك البلطي. وفي الخبر: لولا الخرشقلا لوجدت أوراق الجنة في ماء النيل.
الخرشنة:
طائر أكبر من الحمام وسيأتي ذكره في باب الكاف إن شاء الله تعالى. الخرق:
بضم الخاء وتشديد الراء المهملة وبالقاف في آخره نوع من العصافير ذكره الجاحظ.
الخرنق:
بكسر الخاء المعجمة ولد الأرنب وبه سمي الخرنق الشاعر الذي كان في زمن التابعين. وأرض مخرنقة أي ذات خرانق وقالوا: «ألين من خرنق «3» » . وكان للنبي صلى الله عليه وسلم درع يقال لها الخرنق للينها، ودرع أخرى يقال لها البتيراء لقصرها، وأخرى يقال لها ذات الفضول، سميت به لطولها، أرسل بها إليه سعد بن عبادة حين سار إلى بدر، وهذه هي التي رهنها عند اليهودي، فافتكها منه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وأخرى يقال لها ذات الوشاح وذات الحواشي، وأخرى يقال لها فضة والسغدية، بالسين المهملة والغين المعجمة. قال الحافظ الدمياطي:
وكانت السغدية درع داود عليه الصلاة والسلام التي لبسها حين قتل جالوت وكانت عمله بيده.
قال الكلبي وغيره في قوله تعالى: وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ
«4» يعني صنعة الدروع وكان يصنعها ويبيعها، وكان عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده. وقيل: منطق الطير، وكلام البهائم، وقيل: هو الزبور. وقيل: الصوت الطيب والألحان، فلم يعط الله أحدا من خلقه مثل صوته.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا قرأ الزبور تدنو منه الوحوش، حتى يأخذ بأعناقها، وتظله الطير مصيخة له، ويركد الماء الجاري وتسكن الريح. روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنه قال: إن الله تعالى أعطاه سلسلة موصولة بالمجرّة، ورأسها عند صومعته، وقوتها قوة الحديد ولونها لون النار، وحلقها مستديرة مفصلة بالجواهر، مسورة بقضبان اللؤلؤ الرطب، فلا يحدث في الهواء حدث، إلا صلصلت السلسلة، فيعلم داود ذلك الحدث. ولا يمسها ذو عاهة إلا
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبرى المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 408