اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبرى المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 221
عبد الملك رجل من كندة، كان ملكا عليها، وكان نصرانيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: «إنك تجده يصيد بقر الوحش «1» » . فلما وصل إليه كان في ليلة مقمرة، فأذن الله تعالى للبقر الوحشية أن تأتيه من كل جانب، تحك قصره بقرونها، فأشرف عليها وقال: ما رأيت أكثر منها الليلة ولقد كنت أكمن لها اليومين والثلاثة ولا أجدها. ولكن قدر الله وما شاء فعله. ثم أمر بفرسه فأسرج وركب هو وأخوه حسان، وعليه قباء من الديباج المخوص بالذهب. فلما نزل وافته خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذته أسيرا وأرسلوه بقبائه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعجب منه بعض أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المناديل سعد في الجنة خير من هذا ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه الإسلام فأبى، فأقره بالجزية في أرضه في شهر رجب سنة تسع من الهجرة. وأشار إلى هذه البقرات الوحشية بجير بن بجرة الطائي بقوله:
تبارك سائق البقرات إني ... رأيت الله يهدي كل هادي
فمن يك حائدا عن ذي تبوك ... فإنا قد أمرنا بالجهاد
وسيأتي مزيد كلام في المها في باب الميم إن شاء الله تعالى.
الحكم:
يحل أكلها بجميع أنواعها بالإجماع لأنها من الطيبات.
الأمثال:
قالت العرب: «تتابعي «2» بقر» . زعموا أن بشر بن الحارث الأسدي خرج في سنة جهد فيها قومه، فمروا ببقر فنفرت منهم، فقام على رأس جبل فرماها بقوسه، فجعلت تلقي نفسها وهو يقول: «تتابعي بقر» حتى تكسرت ثم رجع إلى قومه، فدعاهم لأكلها. يضرب عند تتابع الأمر وسرعته.
الخواص:
مخه يطعم لصاحب الفالج، ينفعه نفعا شديدا. ومن استصحب معه شعبة من قرونه نفرت منه السباع وإذا دخن بقرنه أو جلده أو ظلفه في بيت نفرت منه الحيات. ورماده يذر على السن المتأكلة المتألمة يسكن وجعها. وشعره يبخر به البيت يهرب منه الفأر والخنافس. وقرنه يحرق ويجعل في طعام صاحب حمى الربع تزول عنه. ويشرب في شيء من الأشربة يزيد في الباه ويقوي العصب ويزيد في الإنعاظ. وينفخ في أنف الراعف يقطع دمه ويحرق قرناه حتى يصيرا رمادا. ويداف في الخل، ويطلى به موضع البرص مستقبلا به الشمس، فإنه يزول ويسف منه مقدار مثقال فإنه لا يخاصم أحدا إلا غلبه. بقر الماء
: قال القزويني: زعموا أن بقرا يطلع من الماء يرعى الزرع وروثها العنبر، والله أعلم بصحة ذلك، فإن الناس ذكروا أن العنبر نبت بقعر البحر فإن صح ما قالوه فروث هذا الحيوان ينفع الدماغ والحواس والقلب والله أعلم.
بقرة بني إسرائيل:
هي التي يقال لها أم قيس وأم عويف وهي دابة صغيرة لها قرنان تكون
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبرى المؤلف : الدميري الجزء : 1 صفحة : 221