responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حماسة الظرفاء المؤلف : الزوزني، العبدلكاني    الجزء : 1  صفحة : 14
ولو أنَّ أنفاسي أصابتْ بحرّها ... حديداً إذاً كانَ الحديدُ يذوبُ
ولو أنَّني أستغفرُ اللهَ كلّما ... ذكرتُكِ لم تُكتبْ عليّ ذُنوبُ
ولو أنَّ ليلَى تطلُعُ الشَّمْسُ دونها ... وكنتُ وراءَ الشَّمس حينَ تَغيبُ
لحدَّثْتُ نفسي أنْ تَريع بها النَّوى ... وقلتُ لنفسي أنَّها لقَريبُ
دعاني الهَوَى والشوقُ لمّا ترنّمتْ ... هَتوفُ الضُّحى بينَ الغصونِ طَروبُ
تُذكّرني ليلَى وقد شطَّ دارُها ... وعادَتْ عَوادٍ بيننا وخُطوبُ
وله أيضاً:
تطلَّعُ من نفسٍ إليكَ نوازعٌ ... عوارفُ أنَّ اليأسَ منكَ نصيبُها
وزالت زوالَ النَّفسِ عن مستقرِّها ... فَمنْ مُخْبري في أيِّ أرضٍ غروبُها
حلالٌ لِليلى أن تَروعَ فؤادَهُ ... بهجرٍ ومغفورٌ لليلى ذنوبُها
وقال الأحوص بن محمد الأنصاري:
إذا أنتَ لم تعشقْ ولم تدرِ ما الهَوَى ... فكنْ حجراً من يابس الصَّخرِ جَلْمَدا
وما العيشُ إلاَّ ما تلَذُّ وتَشْتهي ... وإنْ لامَ ذو الشنْآنِ فيه وفَنّدا
وله:
كمْ منْ دنيّ لها قد صِرْتُ أتبعُه ... ولو صحا القلبُ عنها كان لي تَبعا
وزادَني شغفاً بالحبِّ أنْ مُنِعَتْ ... وحبّ شيءٍ إلى الإنسانِ ما مُنِعا
أنشدني تاجر بن أبي مطيع:
كم قد ظفرْتُ بمنْ أهوى فيمنعُني ... منه الحياءُ وخوفُ الله والحذَرُ
وكم خلوتُ بمن أهوى فيُقنعني ... منه الفُكاهَةُ والتقبيلُ والنظَرُ
أهوى المِلاحَ وأهوى أن أجالسهُمْ ... وليسَ لي منهمُ في ريبة وطَرُ
كذلك الحبّ لا آتيه فاحشة ... لا خيرَ في لَذّةٍ من بعدها سقَرُ
وقال جميل بن معمر العذري:
لا والَّذي تسجُد الجباهُ له ... ما لي بما تحتَ دِرْعها خبَرُ
ولا بفيها ولا هَمَمْتُ به ... إنْ كانَ إلاَّ الحديثُ والنظَرُ
وقال أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني الأديب:
أنا عفُّ الضمير غيرُ مُريبٍ ... غيرَ أنّي مُتيّمٌ بالحِسانِ
لا تظُنَّنَّ بي فُسوقاً فما ... يزكو فسوقٌ بحاملِ القُرآنِ
أنشدني خطيب هراة لأعرابي:
وحديثُها كالقَطْر يسمَعُه ... راعي سنينَ تتابعتْ جَدْبا
فأصاخَ يرجو أن يكونَ حيّاً ... ويقولُ من فَرجٍ هيا ربّا
أنشدني أبو الحسن الكرخي لابن الرومي:
وحديثُها السِّحْرُ الحلالُ لو انَّهُ ... لم يجنِ قتْلَ العاقلِ المتحرزِ
إنْ طالَ لم يملل وإنْ هيَ أوجزَتْ ... ودَّ المحدِّثُ أنَّها لم توجزِ
شرَكُ العقولِ ونزْوةٌ ما مِثلها ... للمطمئنِّ وعُقلةُ المُستوفزِ
وقال آخر:
وكُنَّا كمثلِ الفَرقديْنِ تألّقاً ... نرى أنَّ حبْلَ الوصلِ لم يتقطَّعا
فلمَّا رمانا الدَّهرُ فيمَنْ نُحبُّه ... تَشتتَ من أمرِ الهَوَى ما تجمَّعا
لقد كنتُ أبكي خيفةً من فراقِه ... فكيفَ وقد سارَ الغَداةَ فودَّعا
إذا سارَ من تهوى وأسلمَكَ العَزا ... فكبّرْ علَى اللَّذاتِ واللَّهوِ أربَعا
وقال أبو فراس الحمداني:
وزيارة من غيرِ وعْدِ ... في ليلةٍ طرقَتْ بسَعْدِ
بات الصّباحُ إلى الصَّبا ... حِ مُضاجعي خدّاً لخَدِّ
ما زالَ مَولايَ الأجلَّ ... فصيّرتْهُ الراحُ عبدي
ليستْ بأوّلِ نِعمةٍ ... مَشكورةٍ للرّاحِ عِندي
وقال أيضاً:
فليتَكَ تَحْلو والحياةُ مَريرةٌ ... وليتَكَ تَرضى والأنامُ غِضابُ
وليتَ الَّذي بيني وبينكَ عامرٌ ... وبيني وبينَ العالمينَ خَرابُ
وقال آخر:
بكرَتْ عليَّ وهيّجتْ وجْدا ... حَسْرى الرّياحِ وذكّرتْ نجدا
أتَحنّ من جزع إذا ذَكرتْ ... نجدٌ وأنتَ تركتَها عَمْدا
وقال آخر:
أحبّ من حبّكم مَنْ كانَ يشبِهكم ... حتَّى لقد صرت أهوى الشَّمسَ والقمرا
أمرّ بالحجر القاسي فألثُمه ... لأن قلبك قاسٍ يُشبه الحجرا
وقال جرير:
إنَّ العيونَ الَّتي في طرفها مَرضٌ ... قتلننا ثمَّ لم يُحْيينَ قتلانا
يصرَعْنَ ذا اللُّبِّ حتَّى لا حراك به ... وهُنَّ أضعفُ خلقِ الله إنسانا

اسم الکتاب : حماسة الظرفاء المؤلف : الزوزني، العبدلكاني    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست