responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 67
44- لبيد بن ربيعة يصف بقلة:
وفد على النعمان بن المنذر عامر بن مالك مُلَاعب الأسِنّة في رهط من بني جعفر بن كلاب، فيهم لبيد بن ربيعة، فطعن فيهم الربيع بن زياد العبسي، وذكر معايبهم -وكان نديمًا للنعمان، وكانت بنو جعفر لهم أعداء- فلم يزل بالنعمان حتى صده عنهم؛ فدخلوا عليه يومًا، فرأوا منه جفاء -وقد كان يكرمهم ويقربهم- فخرجوا غضابًا، ولبيد متخلف في رحالهم، يحفظ متاعهم، ويغدو بإبلهم كل صباح يرعاها -وكان أحدثهم سنًّا- فأتاهم ذات ليلة وهم يتذاكرون أمر الربيع؛ فسألهم عنه فكتموه، فقال: والله لا حفظت لكم متاعًا، ولا سرحت لكم بعيرًا، أو تخبروني فيم أنتم؟ وكانت أم لبيد يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بيني وبينه، فأزجره عنكم بقول ممض مؤلم، لا يلتفت إليه النعمان بعده أبدًا؟ قالوا: وهل عندك شيء؟ قال: نعم. قالوا: فإنا نبلوك.

وصغار، وكن ككلب هرار[1]، وأما السوءة السوءاء: فالحليلة الصخابة[2]، الخفيفة الوثابة، السليطة[3] السبابة، التي تعجب من غير عجب، وتغضب من غير غضب، الظاهر عيبها، والمخوف غيبها؛ فزوجها لا يصلح له حال، ولا ينعم له بال، وإن كان غنيًّا لا ينفعه غناه، وإن كان فقيرًا أبدت له قلاه[4]، فأراح الله منها بعلها، ولا متع الله بها أهلها".
فأعجب النعمان حسن كلامه، وحضور جوابه؛ فأحسن جائزته. واحتبسه قبله.
"جمهرة الأمثال [1]: 186".

[1] هرير الكلب: صوته، وهو دون النباح.
[2] أي كثير والجلبة من الصخب بالتحريك.
[3] الطويلة اللسان من السلاطة كفصاحة.
[4] القلى: البغض والكراهية.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست