responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 368
خطب الشيعيات في وقعة صفين:
257- خطبة عكرشة بنت الأطرش:
دخلت عكرشة بنت الأطرش على معاوية متوكئة على عكاز، فسلمت عليه بالخلافة ثم جلست، فقال لها معاوية: الآن يا عكرشة صرت عندك أمير المؤمنين؟ قالت: نعم، إذ لا علي حي، قال: ألست المتقلدة حمائل السيوف بصفين، وأنت واقفة بين الصفين تقولين:
"أيها الناس: عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، إن الجنة لا يرحل من أوطنها، ولا يهرم من سكنها، ولا يموت من دخلها، فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا تنصرم همومها، وكونوا قومًا مستبصرين في دينهم مستظهرين[1] بالصبر على طلب حقهم، إن معاوية دلف[2] إليكم بعجم العرب، غلف[3] القلوب، لا يفقهون الإيمان، ولا يدرون الحكمة، دعاهم بالدنيا فأجابوه، واستدعاهم إلى الباطل فلبوه، فالله الله عباد الله في دين الله، إياكم والتواكل فإن ذلك ينقض عرا الإسلام، ويطفئ نور الحق، هذه بدر الصغرى، والعقبة[4] الأخرى، يا معشر المهاجرين والأنصار،

[1] مستعينين.
[2] دلف: مشى مشي المقيد، وفي التعبير به إيماء إلى ضعف معاوية ووهن قوته.
[3] جمع أغلف وقلب أغلف كأنما غشي بغلاف؛ فهو لا يعي.
[4] تشير إلى بيعة العقبة "الأولى والثانية" حين بايع المسلمون الأولون من الأنصار النبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة على نصرته: أي إن هذه الموقعة دفاع عن الإسلام ونصرة له كتلك.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست