responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 315
فقام رجل من بني فزارة فقال له: أتريد أن تسير بنا إلى إخواننا من أهل الشأم نقتلهم كُلًّا؟، كما سرت بنا إلى إخواننا من أهل البصرة فقتلتهم كلًّا؟ ها الله[1] إذن لا نفعل ذلك، فقام الأشتر فقال: من هذا المارق؟ فهرب الفزاري، واشتد الناس على أثره، فلحق في مكان من السوق، تباع فيه البراذين[2]، فوطئوه بأرجلهم، وضربوه بأيديهم ونصال سيوفهم، حتى قتل، فأتى علي عليه السلام، فقيل له: يا أمير المؤمنين قتل الرجل، قال: ومن قتله؟ قالوا: قتلته همدان ومعهم شوب[3] من الناس، فقال: قتيل عمية[4] لا يدرى من قتله، ديته من بيت مال المسلمين، فقام الأشتر فقال:

[1] هي ها التنبيه، وهي تدخل على اسم الله في القسم عند حذف الحرف، تقول: ها الله بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع إثبات ألف "ها" وحذفها.
[2] البراذين: الدواب، جمع برذون.
[3] خليط.
[4] قتل عِمِّيًّا بكسر العين والميم مشددة مع تشديد الياء: لم يدر من قتله.
200- خطبة الأشتر النخعي:
"يا أمير المؤمنين لا يهُدَّنَّك ما رأيت، ولا يولينك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقي الخائن، إن جميع من ترى من الناس شيعتك، لا يرغبون بأنفسهم عن نفسك، ولا يحبون البقاء بعدك، فإن شئت فسر بنا إلى عدوك، فوالله ما ينجو من الموت من خافه، ولايعطى البقاء من أحبه، وإنا لعلى بينة من ربنا، وإن أنفسنا لن تموت حتى يأتي أجلها، وكيف لا نقاتل قومًا هم كما وصف أمير المؤمنين، وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من المسلمين بالأمس، وباعوا خلاقهم[1] بعرض من الدنيا يسير".
فقال علي: الطريق مشترك، والناس في الحق سواء، ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة، فقد قضى ما عليه" ثم نزل فدخل منزله.

[1] الخلاق: النصيب الوافر من الخير.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست