responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 23
يا ربيعة؟ قال: غيره أحب إلي منه. قال: وما هو؟ قال: الحصان الجواد، السلس القياد، الشهم الفؤاد، الصبور إذا سرى، السابق إذا جرى.
قال: فأي الخيل أبغض إليك يا عمرو؟ قال: الجموح الطموح، النكول[1] الأنوح[2]، الصئول[3]، الضعيف، الملول العنيف، الذي إن جاريته سبقته، وإن طلبته أدركته. قال: ما تقول يا ربيعة؟ قال: غيره أبغض إلي منه. قال: وما هو؟ قال: البطيء الثقيل، الحرون الكليل، الذي إن ضربته قمص، وإن دنوت منه شمس[4]، يدركه الطالب، ويفوته الهارب، ويقطع بالصاحب. قال ربيعة: وغيره أبغض إلي منه. قال: وما هو؟ قال: الجموح الخبوط[5]، الركوض الخروط[6]، الشموس الضروط[7]، القطوف[8] في الصعود والهبوط، الذي لا يسلم الصاحب، ولا ينجو من الطالب.
قال: أخبرني يا عمرو أي العيش ألذ؟ قال: عيش في كرامة، ونعيم وسلامة، واغتباق[9] مدامة. قال: ما تقول يا ربيعة؟ قال: نعم العيش والله وصف! وغيره أحب إلي منه. قال: وما هو؟ قال: عيش في أمن ونعيم، وعز وغنى عميم، في ظل نجاح، وسلامة مساء وصباح، وغيره أحب إلي منه. قال: وما هو؟ قال: غنى دائم وعيش سالم وظل ناعم.
قال: فما أحب السيوف إليك يا عمرو؟ قال: الصقيل الحسام، الباتر المجذام[10]، الماضي السطام[11] المرهف[12] الصمصام[13]، الذي إن هززته لم يكب[14]، وإذا ضربت به لم ينب[15]. قال: ما تقول يا ربيعة؟ قال: نعم السيف نعت! وغيره أحب

[1] النكول: الذي ينكل عن قرنه.
[2] الكثير الزحير.
[3] كثير الصئيل: وصيئل الفرس: صهيله.
[4] شمس الفرس، منع ظهره: فهو شامس وشموس.
[5] الكثير الخبط: وهو السير على غير هدى.
[6] الخروط: الدابة الجموح تجتذب وسنها من يد ممسكها ثم تمضي.
[7] الكثير الضراط.
[8] قطفت الدابة: صاق مشيها فهي قطوف.
[9] اغتبق: شرب الغبوق، وهو ما يشرب بالعشي، والمدامة: الخمر كالمدام.
[10] من الجذم: وهو القطع.
[11] الحد.
[12] رهف السيف، وأرهفه: رقفه.
[13] السيف لا ينثني كالصمصامة.
[14] لم يعثر.
[15] لم يكل عن الضريبة.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست