responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 219
ومن أظهر لنا شرًّا ظننا به شرًّا، وأبغضناه عليه، اقدعوا[1] هذه النفوس عن شهواتها؛ فإنها طلعة[2] وإنكم إلا تقدعوها تنزع بكم إلى غاية، إن هذا الحق ثقل مريء[3]، وإن الباطل خفيف وبيء[4]، وترك الخطيئة خير من معالجة التوبة، ورب نظرة زرعت شهوة، وشهوة ساعة أورثت حزنًا طويلًا".
وفي رواية صاحب العقد: "ألا وإني إنما أبعث عمالي ليعلموكم دينكم وسنتكم، ولا أبعثهم ليضربوا ظهوركم، ويأخذوا أموالكم، ألا من رابه شيء من ذلك فليرفعه إلي؛ فوالذي نفسي بيده لأقصنكم منه، فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيت إن بعثت عاملًا من عمالك، فأدب رحالًا من رعيتك فضربه، أتقصه منه؟ قال: نعم والذي نفس عمر بيده لأقصنه منه؛ فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه".
وفي رواية الطبري:
وخطب عمر الناس يوم الجمعة فقال:
"اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، أني بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم، وأن يقيموا فيهم فيئهم، وأن يعدلوا، فإن أشكل عليهم شيء رفعوه إلي".
"يأيها الناس: إني والله ما أرسل إليكم عمالًا ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكني أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفس عمر بيده لأقصنه منه".
فوثب عمرو بن العاص فقال:
يا أمير المؤمنين: أرأيتك إن كان رجل من أمراء المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته إنك لتقصنه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده إذن لأقصنه منه، وكيف

[1] قدعه كمنعه: كفه.
[2] نفس طلعة: تكثر التطلع إلى الشيء.
[3] حميد العاقبة.
[4] وخيم العاقبة.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست