responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 183
ألا إن الله لا شريك له ليس بينه وبين أحد من خلقه سبب يعطيه به خيرًا، ولا يصرف عنه به سوءًا إلا بطاعته واتباع أمره، واعلموا أنكم عبيد مدينون، وأن ما عنده لا يدرك إلا بطاعته، أما وإنه لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة.
"تاريخ الطبري [3]: 311، وشرح أبي الحديد م [4] ص 167".

39- خطبة له:
ومن خطبه: "حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك، فرفع الناس رءوسهم، فقال: ما لكم يا معشر الناس؟ إنكم لطعانون عجلون، إن من الملوك من إذا ملك زهده الله فيما في يده، ورغبه فيما في يد غيره، وانتقصه شطر أجله، وأشرب قلبه الإشفاق، فهو يحسد على القليل، ويتسخط[1] الكثير، ويسأم الرخاء وتنقطع عنه لذة البهاء، لا يستعمل العبرة، ولا يسكن إلى الثقة؛ فهو كالدرهم القسي[2]، والسراب الخادع، جذل الظاهر، حزين الباطن؛ فإذا وجبت[3] نفسه، ونضب عمره، وَضَحَا ظله[4]، حاسبه الله فأشد حسابه، وأقل عفوه. ألا إن الفقراء هم المرحومون، وخيرالملوك من آمن بالله، وحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنكم اليوم على خلافة نبوة، ومفرق محجة، وسترون بعدي ملكًا عضوضًا[5]، وأمة شعاعًا[6]، ودمًا مفاحًا[7]؛ فإن كانت للباطل نزوة[8]، ولأهل الحق جولة، يعفولها الأثر، وتموت السنن؛ فالزموا المساجد،

[1] تسخط عطاءه: استقله ولم يقع منه موقعًا.
[2] الزائف.
[3] مات. ووجبت الشمس: غابت، والعين غارت.
[4] مات أيضًا.
[5] الغضوض: ما يعض عليه، وملك عضوض: فيه عسف وظلم.
[6] متفرقة.
[7] أفاحه: أراقه.
[8] وثبة.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست