responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 160
ما ينهى عنه، إن أحق الناس بمعونة محمد -صلى الله عليه وسلم- ومساعدته على أمره أنتم؛ فإن يكن الذي يدعو إليه حقًّا؛ فهو لكم[1] دون الناس، وإن يكن باطلًا كنتم أحق الناس بالكف عنه وبالستر عليه، وقد كان أسقف نجران يحدث بصفته، وكان سفيان بن مجاشع يحدث به قبله، وسمى ابنه محمدًا؛ فكونوا في أمره أولًا، ولا تكونوا آخرًا، ائتوا طائعين قبل أن تأتوا كارهين، إن الذي يدعو إليه محمد -صلى الله عليه وسلم- لو لم يكن دينًا كان في أخلاق الناس حسنًا، أطيعوني واتبعوا أمري، أسأل لكم أشياء لا تنزع منكم أبدًا، وأصبحتم أعز حي في العرب، وأكثرهم عددًا، وأوسعهم دارًا؛ فإن أرى أمرًا لا يجتنبه عزيز إلا ذل، ولا يلزمه ذليل إلا عز، إن الأول لم يدع للآخر شيئًا، وهذا أمر له ما بعده، من سبق إليه غمر المعالي[2]، واقتدى به التالي والعزيمة حزم، والاختلاف عجز".
فقال مالك[3] بن نويرة: قد خرف شيخكم؛ فلا تتعرضوا للبلاء، فقال أكثم: ويل للشجي من الخلي، وا لهفي على أمر لم أشهده ولم يسعني[4].
ثم رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق، وبعث بإسلامه مع من أسلم ممن كان معه[5].
"مجمع الأمثال [2]: 218، سرح العيون ص14".

[1] يريد للعرب.
[2] من غمره الماء: أي غطاه.
[3] وقد أسلم ثم ارتد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض بني تميم، وسار إليه خالد بن الوليد فقتله، وقصته في التاريخ مشهورة.
[4] وفي سرح العيون، ولم يسبقني.
[5] وذكر عن ابن عباس أن قوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: 100] نزل في أكثم ومن تبعه من أصحابه.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست