اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت الجزء : 1 صفحة : 133
ما وافق الحاجة، الصمت يكسب المحبة، لن يغلب الكذب شيئًا إلا غلب عليه الصدق، القلب قد يتهم وإن صدق اللسان، الانقباض عن الناس مكتبة للعداوة، وتقريبهم مكسبة لقرين السوء؛ فكن من الناس بين القرب والبعد. فإن خير الأمور أوساطها، فسولة[1] الوزراء أضر من بغض الأعداء، خير القرناء المرأة الصالحة، وعند الخوف حسن العمل، من لم يكن له من نفسه زاجر؛ لم يكن له من غيره واعظ، وتمكن منه عدوه على أسوأ عمله، لن يهلك امرؤ حتى يمل[2] الناس عتيد فعله ويشتد على قومه، ويعجب بما ظهر من مروءته، ويغتر بقومه، والأمر يأتيه من فوقه، ليس للمختال في حسن الثناء نصيب، لا نماء مع العدم، إنه من أتى المكروه إلى أحد بدأ بنفسه. العي أن تتكلم فوق ما تسد به حاجتك، لا ينبغي لعاقل أن يثق بإخاء من تضطره إلى إخائه حاجة، أقل الناس راحة الحقود، من تعمد الذنب لا تحل رحمته دون عقوبته؛ فإن الأدب رفق، والرفق يمن".
"جمهرة الأمثال [1]:320، ومجمع الأمثال [2]: 145". [1] فسل فسولة فهو فسل: أي رذل لا مروءة له، والوزراء: جمع وزير وهو النصير والظهير. [2] في الأصل "يملك" ورأى صوابه يمل.
84- وصية أكثم بن صيفي لطيئ:
وقال أكثم بن صيفي في وصية كتب بها إلى طيئ:
"أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، وإياكم ونكاح الحمقاء؛ فإن نكاحها غرر[1]، وولدها ضياع. وعليكم بالخيل فأكرموها؛ فإنها حصون العرب، ولا تضعوا رقاب الإبل في غير حقها. فإن فيها الكريمة[2]، ورقوء الدم[3]، وبألبانها يتحف [1] الغرر: الخطر، غرر بنفسه تغريًا: عرضها للهلكة والاسم الغرر. [2] يريد مهرها. [3] رقأ الدم: جف وسكن، والرقوء كصبور ما يوضع على الدم ليرقئه، والمعنى أنها تعطي في الديات فتحقن بها الدماء.
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت الجزء : 1 صفحة : 133