responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 123
الماء، وإياكم والورهاء[1]؛ فإنها أدوأ الداء، وإن ولدها إلى أفن[2] يكون، لا راحة لقاطع القرابة، وإذا اختلفت القوم أمكنوا عدوهم، وآفة العدو اختلاف الكلمة، والتفضل بالحسنة، يقى السيئة، والمكافأة بالسيئة دخول فيها، وعمل السوء يزيل النعماء، وقطعية الرحم تورث الهم، وانتهاك الحرمة، يزيل النعمة، وعقوق الوالدين يعقب النكد، ويخرب البلد، ويمحق العدو، والإسراف في النصيحة، هو الفضيحة، والحقد يمنع الرفد، ولزوم الخطيئة، يعقب البلية، وسوء الرعة[3]، يقطع أسباب المنفعة، والضغائن تدعوا إلى التباين، يا بني، إني قد أكلت مع أقوام وشربت؛ فذهبوا وغبرت، وكأني قد لحقت، ثم قال:
أكلت شبابي فأفنيته ... وأبليت بعد دهور دهورا
ثلاثة أهلين صاحبتهم ... فبادوا وأصبحت شيخًا كبيرًا
قليل الطعام، عسير القيام ... قد ترك الدهر خطوى قصيرا
أبيت أراعي نجوم السماء ... أقلت أمري بطونًا ظهورا
"شرح ابن أبي الحديد 4: 154".

[1] الحمقاء: من وره كفرح: حمق فهو أوره.
[2] ضعف الرأي والعقل.
[3] الرعة: الطريقة.
77- وصية عامر بن الطرب العدواني لقومه:
وكان عامر بن الظرب العدواني سيد قومه؛ فلما كبر وخشي عليه قومه أن يموت، اجتمعوا إليه وقالوا: إنك سيدنا وقائلنا وشريفنا؛ فاجعل لنا شريفًا وسيدًا وقائلًا بعدك، فقال:
"يا معشر عدوان: كلفتموني بغيًا، إن كنتم شرفتموني فإني أريتكم ذلك من نفسي؛ فأنى لكم مثلي؟ افهموا ما أقول لكم، إنه من جمع بين الحق والباطل لم
اسم الکتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة المؤلف : أحمد زكي صفوت    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست