responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثمار القلوب في المضاف والمنسوب المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 201
275 - (دهن أَبى أَيُّوب) كَانَ لأبى أَيُّوب الموريانى وَزِير الْمَنْصُور دهن طيب الرّيح يدهن بِهِ إِذا ركب إِلَى الْمَنْصُور فَكَانَ النَّاس إِذا رَأَوْا غلبته على الْمَنْصُور وَطَاعَة الْمَنْصُور لَهُ فِيمَا يُريدهُ يَقُولُونَ دهن أَبى أَيُّوب من عمل السَّحَرَة إِلَى أَن ضربوا بِهِ الْمثل فَقَالُوا للذى يغلب على الْإِنْسَان مَعَه دهن أَبى أَيُّوب
276 - (تيه عمَارَة) هُوَ عمَارَة بن حَمْزَة بن مَيْمُون مولى بنى الْعَبَّاس وَكَانَ سخيا سريا جليل الْقدر رفيع النَّفس تياها وَكَانَ خَاصّا بالمنصور وَقَبله بالسفاح يتَوَلَّى لَهما الدَّوَاوِين وَكَانَ الْمثل يضْرب بتيهه فَيُقَال أتيه من عمَارَة قَالَ مَيْمُون بن مهْرَان حَدَّثَنى من أَثِق بِهِ أَن عمَارَة كَانَ من تيهه إِذا أَخطَأ يمضى على خطئه تكبرا عَن الرُّجُوع وَيَقُول نقض وإبرام فى سَاعَة وَاحِدَة الْخَطَأ أَهْون من هَذَا
وَكَانَ السفاح يعرفهُ بِالْكبرِ وعلو الْقدر وَشدَّة التَّنَزُّه فَجرى بَينه وَبَين أم سَلمَة المخزومية امْرَأَته فى بعض الليالى كَلَام فاخرته فِيهِ بِأَهْلِهَا فَقَالَ لَهَا السفاح أَنا أحضر لَك السَّاعَة على غير أهبة مولى من موالى لَيْسَ فى أهلك مثله ثمَّ أَمر بإحضار عمَارَة على الْحَال الَّتِى يُوجد عَلَيْهَا فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُول وَجَاء بِهِ إِلَى السفاح وَأم سَلمَة خلف السّتْر وَإِذا بعمارة فى ثِيَاب ممسكة وَقد غلف لحيته حَتَّى قَامَت فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت أحب أَن ترانى على هَذِه الْحَالة فَرمى السفاح إِلَيْهِ بمدهن ذهب كَانَ بَين يَدَيْهِ فِيهِ غَالِيَة فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ

هَل ترى فى لحيتى موضعا لَهَا فأخرجت أم سَلمَة إِلَيْهِ عقدا لَهُ قيمَة جليلة وَقَالَت للخادم أخبرهُ أَنى أهديته لَهُ فَأَخذه وَوَضعه بَين يَدَيْهِ وشكر للسفاح ودعا لَهُ وَترك العقد ونهض فَقَالَت أم سَلمَة للسفاح قد أنسيه فَقَالَ السفاح للخادم الْحَقْهُ بِهِ وَقل لَهُ هَذَا لَك فَلم خلفته فَاتبعهُ الْخَادِم بِهِ فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ قَالَ مَا هُوَ لى فاردده فَلَمَّا أدّى إِلَيْهِ الرسَالَة قَالَ إِن كنت صَادِقا فَهُوَ لَك فَانْصَرف الْخَادِم بِالْعقدِ وَعرف السفاح بِمَا جرى وَامْتنع من رده على أم سَلمَة وَقَالَ لَهَا قد وهبه لى فَلم تزل بِهِ حَتَّى ابتاعته مِنْهُ بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَأَكْثَرت التَّعَجُّب من كبر نفس عمَارَة
وَأَرَادَ الْمَنْصُور يَوْمًا أَن يعبث بِهِ فَخرج عمَارَة من عِنْده فَأمر الْمَنْصُور الخدم ان يقطعوا حمائل سَيْفه لينْظر أيأخذه أم لَا فَفَعَلُوا ذَلِك وَسقط السَّيْف فَمضى عمَارَة لوجهه وَلم يلْتَفت إِلَيْهِ
وَكَانَ يَوْمًا يماشى المهدى فى أَيَّام الْمَنْصُور وَيَده فى يَده فَقَالَ لَهُ رجل من هَذَا أَيهَا الْأَمِير فَقَالَ أخى وَابْن عمى عمَارَة بن حَمْزَة فَلَمَّا ولى الرجل ذكر المهدى ذَلِك لعمارة كالممازح لَهُ فَقَالَ لَهُ عمَارَة إِنَّمَا انتظرت أَن تَقول ومولاى فانفض وَالله يدى من يدك فَضَحِك المهدى
277 - (زمن البرامكة) يضْرب لكل شىء حسن كَمَا قَالَ الجماز أيامنا كَأَنَّهَا زمن البرامكة على العفاة وَقد أَكثر النَّاس فى وَصفهم وأيامهم قَالَ صَالح بن طريف
(يَا بنى برمك واها لكم ... ولأيامكم المقتبلة)
(كَانَت الدُّنْيَا عروسا بكم ... وهى الْيَوْم ثكول أرمله)

اسم الکتاب : ثمار القلوب في المضاف والمنسوب المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست