اسم الکتاب : توشيع التوشيح المؤلف : الصفدي الجزء : 1 صفحة : 23
قد صد ظلما ... عما أراود
وصان طلما ... في الثغر بارد
والسلسبيل ... ريق مصون
حباب ذاك الكاس
در ثمين
حلو الشمايل ... بديع حسن
كالغصن مايل ... في روض حزن
يصمي المقاتل ... منه بجفن
سيف صقيل ... تلك العيون
تزيد عند الناس
منها الغبون
عطا كخشف ... وسنان ألمى
خطا بعطف ... ما فيه رحمى
سطا بطرف ... لم يخش إثما
خد أسيل ... والياسمين
مد عليه الآس
صدغ يزين
وجدي بتياه ... القد مايل
يطيب رياه ... في المحافل
أبدى محياه ... البدر كامل
شعر طويل ... دجى يقين
وإنما النبراس
ذلك الجبين
وذات حسن ... هامت بأغيد
زاد التجني ... منه على الحد
شدت بلحن ... إذ زاد في الصد
ليل طويل ... ولا معين
يا قلب بعض الناس
أما تلين
ومن ذلك قد نظم الشعراء من المتقدمين وأهل العصر، ومن الوشاحين وغيرهم في عروض:
أما ترى الشمس حلت الحملا ... وطاب وزن الزمان واعتدلا
فاشرب
-57-
وأكثر الناس في ذلك وغيروا توشيحه، فقلت أنا، وبالله الإعانة:
يا من أطال الملام والعذلا ... ما يرجع الصب عن هواه فلا
تتعب
قد كنت أقلعت عن محبته
ولم أخض فيه نار جفوته
حتى إذا سل سيف مقلته
رأيت قلبي لما دعاه إلى ... حسام أجفانه وقد قتلا
أقرب
أفدي حبيبا كالبدر طلعته
والصبح إن لاح فهو غرته
والمسك إن فاح فهو نكهته
وكم محياه قد محا وجلا ... عن صبه حين زاده وجلا
غيهب
ظبي تسل الجفون منه ظُبى
سما على الروض حسنه وربا
ألقد غصن والردف منه ربى
فاعجب لقد منه إذا اعتدلا ... من وجهه فوق بانة حملا
كوكب
الشعر منه حنادس الظلم
والفرق منه بوارق الديم
وخاله مسكة على ضرم
وحسنه بالعذار قد كملا ... لأنه فوق ورده نزلا
عقرب
له فم ما دنا إليه فم
وراح والريق راحه شم
وعن نجوم السماء يبتسم
في ثغره الأقحوان ما ذبلا ... كيف ومن رائق صفا وحلا
يشرب
-58-
ومن ذلك:
ريحان صدغك أخضر
وورد خدك أحمر
وريقك العذب كوثر
وما رأى الناس سكر ... نباته أقحوان
وما لحسنك حد
ولا لخالك ند
قد ضمه منك خد
كعنبر وسط مجمر ... له العذار دخان
والثغر قد فاح طيبا
والردف ماج كثيبا
والخصر مال قضيبا
والقد إن كان أسمر ... فالطرف منك سنان
شققت ثوب الشقيق
بلون خد شريق
كما حريق الرحيق
من برد ريق معطر ... في فيك أضحى يصان
وغادة قد تناهى
عذولها إذ لحاها
أضحت تنادي فتاها
خل القويويد يفشر ... وقم خدو في حرانو
-59-
ومن ذلك:
رشاقة القد ... وعطفه المياد
يروي عن الملد ... ما صح بالإسناد
يا غرة النجم ... وخطرة الغصن
وصاحب الحكم ... في دولة الحسن
ما آن للسقم ... أن يشتفي مني
أصبحت من وجدي ... شماتة الحساد
وصولة الصد ... ضلت لها الآساد
في ظلمة الشعر ... أضا صباح الفرق
وأنجم الثغر ... تبسمت كالبرق
ووجهه البدري ... أخفى شموس الشرق
من عرفه الندي ... إذا خطا أو ماد
طابت صبا نجد ... وضاع نشر الواد
خطا كغصن الآس ... يطوف بالكاس
وحليه إن ماس ... يحكيه وسواسي
كم أفرغت أكياس ... فيه لأكياس
وعقدة البند ... حلت تقى الزهاد
والخال في الخد ... قد فتن العباد
من لين عطفيه ... ألغصن في ذل
وسيف جفنيه ... للترك في الأصل
من ضيق عينيه ... يبخل بالوصل
بلحظه الهندي ... وصدغه الزراد
مقدر السرد ... يفتك في الأكباد
-60-
اسم الکتاب : توشيع التوشيح المؤلف : الصفدي الجزء : 1 صفحة : 23