responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 94
بالتعليم على اللون الذي يخرج طائفة من الموظفين الذي يعملون تحت رياسة رؤساء من الإنجليز.
وكان من أبرز مظاهر تخلف التعليم في عهد الاحتلال، انخفاض نسبة المتعلمين في الأربع والعشرين سنة الأولى من الاحتلال إلى النصف، وانخفاض ميزانية التعليم بشكل واضح عما كانت عليه قبل الاحتلال[1]، وقد اعترف بذلك الإنجليز على لسان رجهلم في مصر حينذاك "كرومر"[2]، الذي كان يدعو جهرًا إلى عدم تقدم التعليم في مصر[3].
كذلك فرضت اللغة الإنجليزية على التعليم، وحوربت اللغة العربية ألوانًا من الحرب، فلم تعد وسيلة للتدريس، وإنما حلت محلها لغة المحتلين[4]، ولم تترك الفصحى وسيلة للتعبير خارج قاعات الدرس، لتنمو وتتطور، وتصل المصريين بالماضي العربي المشرق، والتراث الإسلامي المجيد، وتجمعهم مع إخوانهم العرب والمسلمين في كتلة قوية واعية، وإنما ظهرت دعوات خبيثة من خبر الاستعمار، وبعض من خدع فيهم من العرب، وراحت هذه الدعوات تهاجم الفصحى، وتنسب إلى المصريين التخلف والعجز بسببها،

[1] كانت نسبة المتعلمين سنة 1883 نحو 16% فصارت سنة 1907 نحو 8%، وكانت ميزانية التعليم سنة 1866 أكثر من 000 و 141 من الجنيهات، فهبطت سنة 1885 على عهد الاحتلال إلى 689 و 84، وزادت هبوطًا سنة 1890، فصارت 337 و 80.
انظر: في الأدب الحديث لعمر الدسوقي جـ2 ص18، وانظر: كذلك: Modern Egypt. Cormer, Vol, 2 p. 529
[2] انظر: The Situation in Eypt, Cromer p.12.
[3] انظر: Abbas II. Cormer, pp. 23-24.
[4] حمل "دنلوب" علي مبارك على إصدار قرار يجعل اللغة الإنجليزية لغلة التعليم سنة 1889، وظل الحال كذلك حتى نجح المصريون في إعادة اللغة العربية إلى ميدان التعليم سنة 1908، وتم تعريب التعليم سنة 1912.
اقرأ: في الأدب الحديث لعمر الدسوقي جـ2 ص43-45.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست