responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 57
ولا ينثني عن مصر في أي حالة ... إلى أهله إلا بملء الحقائب
فبينوا عن الأوطان فهي غنية ... بأبنائها عن كل لاه ولاعب1
بل إننا نرى صالح مجدي في بعض قصائده يهاجم إسماعيل هجومًا عنيفًا، ويذكر استهتاره، وتبديده لأموال الدولة على فجوره ولذائذه الرخيصة، ثم يدعو الشاعر المصريين إلى التنبه واليقظة، بل يحثهم على الثورة، وفي ذلك يقول:
رمى بلادكم في قعر هاوية ... من الديون على مرغوب جوسيار
وأنفق المال لا بخلا ولا كرمًا ... على بغي وقواد وأشرار
والمرء يقنع في الدنيا بواحدة ... من النساء ولم يقنع بمليار
ويكتفي ببناء واحد وله ... تسعون قصرًا بأخشاب وأحجار
فاستيقظوا لا أقال الله عثرتكم ... من غفلة ألبستكم ملبس العار2
كذلك نرى صالح مجدي كأستاذه رفاعة، يتناول بالوصف بعض المخترعات الحديثة التي عرفتها تلك الفترة، ومن ذلك قصيدة في الباخرة، التي سماها "الوابور"[3]، وأغلب الظن أن افتتاح قناة السويس، وما سار بها من بواخر، كان من أسباب الالتفات إلى مثل هذا الموضوع من مثل هذا الشاعر المستنير ذي الومضات التجديدية.
ويمكن أن يعد كذلك محمود صفوت الساعاتي[4]، من هؤلاء الشعراء المستنيرين ذوي التقليدية غير الخالصة؛ وذلك أنه بالإضافة إلى شعره الكثير الذي يتحرك في نطاق التقليدية بجانبيها، من ضحل يستخدم كثيرًا من ألوان

1 انظر: ديوان صالح مجدي ص22-24.
2 المصدر السابق ص180.
[3] اقرأ قصيدة "الوابور" في ديوان صالح مجدي، وقارنها بقصيدة مشابهة لرفاعة في: مناهج الألباب المصرية.
[4] اقرأ عنه في: الآداب العربية للويس شيخو جـ2 ص17-18، وتاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان جـ4 ص217، وأعلام من الشرق والغرب لمحمد عبد الغني حسن ص40.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست