اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 360
ز- مقاومة هذا الاتجاه وانتصاره:
وقد لقي هذا الاتجاه كثيرًا من المقاومة، وبخاصة حين خرجت إلى النور دواوينه الأولى سنة 1934، وأعجب ما في هذه المقاومة ما كان منها من النقاد المتحررين ذوي الثقافة الغربية والميول التجديدية، فقد تعرض شعر هذا الاتجاه -ممثلًا في بعض دواوينه الأولى- لهجوم طه حسين والعقاد، وهما دعامتا الأدب الجديد في ذلك الحين، ويبدو أن هذا الهجوم لم يكن بدوافع فنية حتى يثير العجب، وإنما كان وراءه روح الفترة التي تتسم بالصراع السياسي، والخصام الحزبي، الذي انعكس على كثير من المجالات حتى مجال الفكر والأدب[1].
فقد عرف أن العقاد كان يضيق بشعراء هذا الاتجاه؛ لأنهم على صلة بأبي شادي ومجلته، وأبو شادي كان -في رأي العقاد- على صلة برئيس الديوان الملكي حينذاك[2]، كما كانت له كبوة في مدح الملك فؤاد[3]، وعثرة في التودد إلى رئيس وزرائه في ذاك العهد إسماعيل صدقي[4]، والعقاد كان على عداء للملك فؤاد، وقد عرض به في البرلمان، وسجن من أجل هذا التعريض[5].
وكان ذلك كله في عهد إسماعيل صدقي، الذي كان ينكل بالوفد، ويضطهد كتابه الذين في مقدمتهم العقاد، فكان من الطبيعي أن يشك العقاد في أبي شادي، وأن يسخط على المتصلين به، وأن يعبر عن ذلك بالهجوم على [1] اقرأ ما كتب تحت عنوان "الأدب وغلبة الاتجاه التجديد" في أول الحديث عن الأدب في الفصل الرابع. [2] انظر: جماعة أبولو لعبد العزيز الدسوقي ص494. [3] انظر: الينبوع ص80. [4] انظر: جماعة أبولو لعبد العزيز الدسوقي ص494. [5] كان ذلك سنة 1930 حينما خطب العقاد في البرلمان قائلًا: "إن الأمة مستعدة أن تسحق أكبر رأس يخون الدستور، ويعتدي عليه"، وقد حكم عليه بالسجن تسعة شهور، وكان ذلك في عهد انظر: العقاد: دراسة وتحية ص64-65".
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 360