responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 33
واحذر من الناس لا تركن إلى أحد ... فالخل في مثل هذا العصر مفقود
بواطن الناس في ذا الدهر قد فسدت ... فالشر طبع لهم والخير تقليد1
على أن نماذج قليلة من شعر تلك الفترة كانت أقل تكلفًا، وأكثر قربًا من روح الشعر، ومن تلك النماذج قول الشيخ حسن العطار[2] راثيًا:
أحاديث دهر قد ألم فأوجعا ... وحل بنادي جمعنا فتصدعا
لقد صال فينا البين أعظم صولة ... فلم يخل من وقع المصيبة موضعا
وجاءت خطوب الدهر تترى فكلما ... مضى حادث يعقبه آخر مسرعا
وحل بنا ما لم نكن في حسابه ... من الدهر، ما أبكى العيون وأفزعا
خطوب زمان لو تمادى أقلها ... بشامخ رضوى أو ثبيرٍ تضعضعا
وأصبح شأن الناس ما بين عائد ... مريضًا وثانٍ للحبيب مشيعا
لقد كان روض العيش بالأمن يانعا ... فأضحى هشيما ظله متقشعا
أيحسن ألا يبذل الشخص مهجة ... ويبكي دمًا إن أفنت العين أدمعا
وقد سار بالأحباب في حين غفلة ... سرير المنايا عاجلا متسرعا
وفي كل يوم روعة بعد روعة ... فلله ما قاسى الفؤاد وروعا3
ولعل السبب في قرب بعض نماذج قليلة كهذه من روح الشعر، أن أصحابها كانوا على شيء من الصلة بالشعر القديم الجيد، فالشيخ العطار مثلًا قد جمع طائفة من أشعار ابن سهل الإشبيلي، قد نشرت على أنها ديوان هذا الشاعر

1 الآداب العربية للويس شيخو جـ1 ص49.
[2] اقرأ ترجمته في: تاريخ الجبرتي جـ4 ص232، والخطط التوفيقية جـ4 ص38، ومناهج الألباب المصرية لرفاعة الطهطاوي ص376، وتاريخ آداب اللغة العربية لجورجي زيدان جـ4 ص232، وتاريخ الحركة القومية للرافعي جـ3 ص742.
3 هذه الأبيات من قصيدة واردة في الجبرتي جـ4 ص232- 233، وهي في رثاء الشيخ محمد الدسوقي.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست