اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 293
منفاه سنة 1923 [1]. ثم نطالع بعد تلك القصيدة مباشرة قصيدة أخرى في ذكرى مرور أربعين يومًا على وفاة سعد[2].. كما نطالع بعد ذلك في أواخر الديوان قصيدة ثالثة[3] في سعد أيضًا قالها العقاد بمناسبة زيارة الزعيم الوفدي لمدينة أسوان سنة 1923.
وما نراه في الجزأين الثالث والرابع من ديوان العقاد الأول، نراه فيما صدر له بعد ذلك من دواوين، فنراه في "هدية الكروان"، قد جعل معظم الديوان لموضوعات تسير في خطه الشعري الحقيقي، بل قد جعل قسمًا كاملًا من الديوان لمناجاة طائرة الكروان، وعرض كثير من القضايا العاطفية والفكرية من خلال هذه النجوى، ومن ذلك قصيدة "اليوم الموعود" التي يقول فيها:
لي جنة يا يوم أجمع في يدي ... ما شئته من زهرها المتبسم
وأذوق من ثمراتها ما أشتهي ... لا تحتمي مني ولا أنا أحتمي
لم آس بين كرومها وظلالها ... إلا على ثمر هناك محرم
فكأنها هي جنة في طيها ... ركن تسلل من جحيم جهنم
أبدًا يذكرني النعيم بقربها ... حرمان مرؤود وعزة معدم
وأبيت في الفردوس أنعم بالمنى ... وكأنني من حسرة لم أنعم4
ولكننا نرى في الديوان نفسه أن الشاعر قد أورد بعض التهاني والتقريظات[5]، بل نراه ينظم قصيدة في وصف البيرة على لسان طفل، فيقول كلامًا دون مستوى العقاد، واتجاهه بمسافات ومسافات، وحسبنا أن نقرأ مطلع هذه القصيدة الذي يقول فيه: [1] انظر: ديوان العقاد ص277-280. [2] انظر: ديوان العقاد ص281-292. [3] انظر: ديوان العقاد ص247.
4 انظر: "هدية الكروان" ص48. [5] من ذلك تهنئة لمكرم عبيد حين أجرى عملية جراحية، وتهنئة لحافظ جلال بمناسبة خطبته، ومنه تقريض لبعض الأدباء.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 293