responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 278
ولعن المستبد صدقي، ولذا أيضًا وجدنا أهم ما له من شعر وطني في تلك الفترة قد قاله حول سنة 1932، وهي سنة إحالته إلى المعاش.
ونتيجة لتعلق أنظار هؤلاء الشعراء بالبلاد الإسلامية والعربية، وارتباطهم وجدانيًّا بإخوانهم المسلمين والعرب، وتحركهم في دوائر الإسلامية والعروبة والشرق، إلى جانب تحركهم بعمق في دائرة الوطنية المحلية؛ نتيجة لهذا كله، نجد زعماء الاتجاه المحافظ يتابعون أحداث الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى، باكين هزيمة تركيا أولا، ثم مهللين لانتصار مصطفى كمال ثانيًا، ثم جزعين من إلغاء أتاتورك للخلافة آخر الأمر، وهم في كل ذلك مدفوعون بمشاعر إسلامية خالصة، يذكرونها صراحة، ويؤكدونها بترديد أسماء المعالم المقدسة في البلاد الإسلامية، ليخلعوا على تلك المعالم مشاعرهم، وليثيروا -بما تحمله من طاقات شعورية- حماس المسلمين في كل مكان.
كما نجد هؤلاء الشعراء المحافظين يسهمون في قضايا البلاد الإسلامية العربية الأخرى، مؤازرين نضالها، مباركين انتصارها، باكين من استشهدوا من أبطالها، وهم في هذه المرة مشيدون بالرابطة الإسلامية والرابطة العربية، التي تذكر كل منهما صراحة أو تكنيه، أو يشار إلى أي منهما بلفظ الشرق، الذي كان يعني الوطن العربي أحيانًا، والوطن الإسلامي أحيانًا، كما تدل على ذلك استعمالات الشعراء في ذاك الوقت[1].
فحين تُحتل الآستانة، ويتقسمها الإنجليز والفرنسيون والطليان، يتحدث حافظ إبراهيم عن هذه النكبة، فيقول مناجيًا الله سبحانه، في تحسر المسلم على ما كان من ضياع أرض إسلامية عزيزة، وإذلال لإخوة مسلمين أعزاء:

[1] من الاستعمالات التي تجعل للشرق معنى العروبة قول شوقي:
كان شعري الغناء في فرح ... الشرق وكان العزاء في أحزانه
قد قضى الله أن يؤلفنا الجرح ... وأن نلتقي على أشجانه
كلما أن بالعراق جريح ... لمس الشرق جنبه في عمانه
ومن الاستعمالات التي يراد بها الوطن الإسلامي قول شوقي: "ونحن في الشرق والفصحى بنو رحم"، حيث جعل الفصحى رمزًا للعروبة، وجعل الشرق رمزًا للإسلام.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 278
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست