اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 271
كما يقول من قصيدة أخرى في العام نفسه مقارنًا بين اتحاد الأمس أمام الحوادث، وتفكك اليوم في مواجهتها:
مشينا أمس نلقاها جميعًا ... ونحن اليوم نلقاها فرداى
ومن لقى السباع بغير ظفر ... ولا ناب تمزق أو تفادى1
كما ينعي أحمد محرم كذلك على الأحزاب إسلامها البلاد إلى الفوضى، وإيقاعها بالمواطنين الظلم، فيقول من قصيدة له سنة 1925:
سائل الأحزاب ماذا عندها ... غير ترجاف ووهم مقلق
وتأمل هل ترى اليوم سوى ... دولة فوضى وحكم أخرق
فات "نيرون" رجال رزقوا ... من فنون الظلم ما لم يرزق2
ويقول من قصيدة أخرى في السنة نفسها، داعيًا الشعب إلى الانفضاض عن الأحزاب، والانفصال عن الزعماء الحزبيين، الذين لم يعد لهم هم إلا الكيد والصراع، وإسقاط الوطن صريعًا شهيدًا في معركتهم الخاسرة:
دع الزعماء إن لهم لدينا ... يدين بغيره الشعب الرشيد
لمن تتألف الأحزاب شتى ... وما هذي الصواعق والرعود
تداعوا للوغى فهوى صريعًا ... على أيديهم الوطن الشهيد3
كما يندد الكاشف بما منيت به البلاد على يد الأحزاب من فرقة أشعلت بين بنيها ما يشبه الحرب التي لا تنقضي، وفي ذلك يقول من قصيدة له سنة 1925:
تنازع قومي اليوم جند وفادة ... فلم أر إلا سالبًا وسليبا
مبادئ أحزاب أرى أم منافعًا ... توالت صنوفًا بينهم وضروبا
تقضت حروب العالمين ولم أزل ... أرى بين أبناء البلاد حروبا4
1 الشوقيات جـ4 ص16.
2 انظر: شعراء الوطنية لعبد الرحمن الرافعي ص205-206.
3 انظر: شعراء الوطنية لعبد الرحمن الرافعي ص207.
4 انظر: المصدر السابق ص248.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 271