اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 268
احتل حصن الحق غير جنوده ... وتكالبت أيد على المفتاح
ضجت على أبطاله ثكناته ... واستوحشت لكماتها النزاح
هجرت أرائكه، وعطل عوده ... وخلا من الغادين والرواح
وعلاه نسج العنكبوت فزاده ... كالغار من شرف وسمت صلاح1
إلى أن يقول في قصيدة أخرى سنة 1926، محييًا عودة البرلمان[2]، ممجدًا كيانه باعتباره ثمرة لنضال الأمة، من عهد عرابي إلى عهد مصطفى كامل، ومن معركة التل الكبير إلى مأساة دنشواي:
بنيان آباء مشوا بسلاحهم ... وبنين لم يجدوا السلاح فثاروا
فيه من التل المدرج حائط ... ومن المشانق والسجون جدار
أبت التقيد بالهوى وتقيدت ... بالحق أو بالواجب الأحرار
في مجلس، لا مال مصر غنيمة ... فيه، ولا سلطان مصر صغار3
...
وحين تفوز الأمة بالدستور المضطهد، يقول شوقي أيضًا من قصيدة له سنة 1924، محذرًا من اتخاذ هذا الدستور مجالًا للهوى الشخصي، أو مثارًا للنزاع الحزبي:
وتفيأوا الدستور تحت ظلاله ... كنفًا أهش من الرياض وأنضرا
لا تجعلوه هوى وخلفًا بينكم ... ومجر دنيا للنفوس ومتجرا4
ثم يعود إلى الحديث عن الدستور في قصيدة أخرى سنة 1926 مقسمًا به كشيء مقدس، مصورًا ما بذل في سبيله من تضحيات، وما يرتبط به من آمال، فيقول:
1 الشوقيات جـ2 ص192. [2] هو البرلمان الذي جاء على أثر فوز الوفد بالأغلبية، وتولى سعد زغلول رياسته، وعدلي رياسة الحكومة.
3 الشوقيات جـ2 ص209.
4 الشوقيات جـ1 ص178.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 268