اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 248
المحطات الأهلية المحلية؛ ما لبث أن خضع لإشراف الدولة[1]، واهتم بالمواد الثقافية عن طريق البرامج، والأحاديث، والتمثيليات، بل تجاوز ذلك إلى الاهتمام بالمواد الأدبية الخالصة كالأشعار، والقصص والنقد، مما كان له أثر في الحياة الثقافية بعامة، وفي الحياة الأدبية بخاصة. [1] وجدت محطات إرسال وإذاعات ساذجة قبيل سنة 1932، وكان يديرها بعض تجار أجهزة الراديو، ثم أصبحت الإذاعة تحت إشراف الدولة في مايو سنة 1934، وكانت تديرها شركة ماركوني تحت إشراف وزارة الداخلية حينًا، وتحت إشراف وزارة المواصلات حينًا، وتحت إشراف وزارة الشئون في بعض الأحايين، ثم أنهت الحكومة المصرية عقدها مع شركة ماركوني وصيرت الإذاعة جهازًا مصريًا لحمًا ودمًا منذ يومًا سنة 1947.
4- غلبة التيار الفكري الغربي:
شهدت تلك الفترة تحولًا خطيرًا في الحياة الفكرية، وقد تمثل هذا التحول في تغلب التيار الفكري المتجه إلى الغرب، والمستدبر للشرق، والقائم أولًا على الشعور الوطني لا الإسلامي ولا العربي، والمهتم ثانيًا بالارتباط بالواقع المحلي، واتخاذ الغرب مثلًا أعلى لترقية هذا الواقع والنهوض به، ثم المبتعد آخر الأمر على التراث وتمجيده[1].
وقد كان هناك أسباب عديدة دفعت بهذا الاتجاه الفكري إلى الأمام، بعد أن كان في الفترة السابقة يأتي في المحل الثاني، ويكاد ينحصر تفوقه في المجال السياسي والإصلاحي فحسب، مع ترك التفوق في المجال الفكري والأدبي للاتجاه المحافظ المؤمن أساسًا بالفكرة الإسلامية، والمتجه ابتداء إلى تطوير الحاضر بالاتكاء على أمجاد الماضي، وعدم الافتتان بكل ما هو غربي[2]. [1] اقرأ ما ورد عن هذا التيار في الفصل السابق، المقال 2- مراحل النضال وطرائقه ... وانظر مراجع هذا المقال. [2] اقرأ ما ورد عن هذا التيار في الفصل السابق، المقال -مراحل للنضال وطرائقه، وانظر مراجع هذا المقال.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 248