اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 246
وقد كان كتاب صحف الوفد متأثرين بالثقافة الإنجليزية كما كان كتاب صحف الأحرار متأثرين بالثقافة الفرنسية[1].
على أن الأمر لم يقتصر على هذه الصحف الحزبية، أو ذات اللون الحزبي الواضح، بل كانت هناك صحافة ثقافية، أو ذات مسلك ثقافي في الظاهر على الأقل، وتمثل مجلتا الهلال والمقتطف هذا اللون من الصحافة، وقد كان يغلب على الأولى الطابع الأدبي، وعلى الثانية الطابع العملي، وأصحاب كل من المجلتين كانوا من المتمصرين الشاميين، الذين يقدرون مصلحة البلاد حينًا، ويخطئونها في كثر من الأحايين[2].
كذلك لم يقف الأمر عند هذين اللونين من الصحافة المسهمة في نمو الثقافة عن طريق الترويج للأحزاب السياسية حينًا، وعن طريق إنجاح المؤسسات الشامية حينًا آخر؛ بل إن صحافة وطنية ثقافية خالصة قد ولدت خلال تلك الفترة، وأدت أجل الخدمات إلى البلاد في تلك السنوات، ومثل ميلادها مرحلة تحول في الحياة الثقافية والفكرية على السواء، وقد تمثلت هذه الصحافة في مجلات "الرسالة" و"الرواية"[3] و"أبوللو"[4] و"الثقافة"[5]، وأمثالها. [1] وقد كان لون إحدى الثقافتين واضحًا في آثار إحدى الطائفتين، على حين كان يتضح لون الثقافة الأخرى في الطائفة المقابلة، فعلى حين نجد طه حسين مثلًا يهتم ببودلير، وينهج نهج ديكارت نجد العقاد يهتم بتوماس هاردي، ويأخذ طريق هازلت. [2] انظر: بعض ما يؤخذ على اتجاه أصحاب المقتطف في: الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للدكتور محمد حسين جـ1 ص73، وما بعدها وجـ2 ص334، وما بعدها، وانظر بعض ما يؤخذ على اتجاه أصحاب الهلال في المصدر نفسه جـ2 ص327، وما بعدها. [3] أنشأ هاتين المجلتين الأستاذ أحمد حسن الزيات، الأولى في يناير سنة 1933، وظلت تصدر حتى سنة 1953. أما الثانية فظهرت في فبراير سنة 1937، وظلت إلى سنة 1940، ثم ضمت إلى الرسالة. [4] أنشأ هذه المجلة الدكتور أحمد زكي أبو شادي في سبتمبر سنة 1932، واستمرت عامين، فكان آخر أعدادها في ديسمبر سنة 1934. [5] أصدرت هذه المجلة لجنة التأليف والترجمة والنشر برياسة الأستاذ أحمد أمين في يناير سنة 1939، واستمرت 14 عامًا.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 246