اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 241
وتبع ذلك اعتبار بريطانيا لنفسها المستورد الوحيد لهذا القطن، وتبع ذلك الاعتبار تحكمها في ثمنه، أي تحكمها في مصدر الثورة المصرية الأول، ومن هنا كان التخلف الاقتصادي الذي بلغ حد الأزمة في عهد صدقي "من سنة 30 إلى 34"، تلك الأزمة التي عانى منها الشعب كثيرًا من العسر والضيق والتأزم[1].
لكن برغم عدم تصدر القوى الشعبية، وبقاء الصدارة لطبقة الإقطاعيين، قد كان لنمو القوى الشعبية أثر واضح في حياة تلك الفترة، وبخاصة من الناحية الأدبية، وسوف نرى في مجال الأدب، كيف عنيت فنون بهذه الطبقة، فاستلهمت جوانب من حياتها، وصورت بعض شخصياتها، وعالجت كثيرًا من مشكلاتها.
هذا ولقد كان من أهم مظاهر الحياة الاجتماعية في تلك الفترة، استقرار تجربة تحرر المرأة، ومشاركتها في كثير من المجالات السياسية، والكفرية والاجتماعية. فبعد أن كان قاسم أمين في الفترة السابقة ينادي للمرأة بالسفور، ويرى الكثير من المعارضة بل المعاداة، نرى المرأة في هذه الفترة قد خرجت إلى كل مجالات الحياة، وشاركت الرجل في تلك المجالات مشاركة توشك أن تكون تامة. وكانت ثورة 19 قد ساعدت على هذه الدفعة، حيث شجعت المرأة على الإسهام في الحياة السياسية، حين خرجت أول مظاهرة نسوية سنة 1919 تطالب بالاستقلال، وتحقيق مطالب البلاد[2]، ثم تبع ذلك تأليف لجنة مركزية للسيدات الوفديات سنة 22، شاركت في حركة المقاطعة التي نظمها الوفد ضد الإنجليز، على أثر اعتقال سعد للمرة الثانية[3]، ثم دخلت المرأة الجامعة وواصلت مشاركتها في الحياة العلمية[4]، كذلك ألفت الجمعيات [1] انظر: في أعقاب الثورة المصرية لعبد الرحمن الرافعي جـ2 ص163، وما بعدها. [2] انظر: ثورة سنة 1919 لعبد الرحمن الرافعي جـ1 ص137-140. [3] انظر: حوليات مصر السياسية لأحمد شفيق -المقدمة جـ2 ص365-367. [4] دخلت المرأة الجامعة لأول مرة سنة 1929 "انظر تقويم جامعة القاهرة الصادر سنة 1957 ص386".
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 241