اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 198
د- ميلاد الرواية الفنية:
في أواخر تلك الفترة وصلت الرواية إلى نهاية الطرف الثاني، الذي يستدبر التراث ويحاكي قصص الغرب، ويمكن اعتبار ذلك رد فعل لما سبقه من محافظة اختلفت درجاتها، وبالغ بعض المتشبثين بها حتى كتبوا روايات في لغة المقامات. وقد تمثل هذا الاتجاه المتجه تمامًا إلى القصص الغربي في رواية "زينب" للدكتور محمد حسين هيكل[1]، الذي بدأ كتابتها وهو في باريس يدرس الاقتصاد السياسي سنة 1910، وأكملها سنة 1911، ونشرها سنة 1912، وتعتبر "زينب" أول رواية فنية في تاريخ الأدب المصري الحديث، وذلك لواقعيتها وسيرها على القواعد الفنية للرواية إلى حد كبير[2]. [1] ولد في كفر غنام بمركز النسبلاوين سنة 1888 لأسرة ريفية مصرية لها بعض الثراء. وتعلم في الكتاب، ثم في مدرسة الجمالية الابتدائية، ثم في الخديوية الثانوية، ثم في الحقوق وتخرج سنة 1909، وتفتحت ميوله الأدبية منذ كان في الحقوق، وكتب بعض المقالات في "الجريدة" ... ثم سافر إلى فرنسا ليتم دراسته العليا، فالتحق بكلية الحقوق بباريس، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي سنة 1912، وحين عاد إلى مصر اشتغل بالمحاماة في المنصورة. ومنذ سنة 1917 أخذ يلقي بعض المحاضرات في الجامعة الأهلية، وحين أنشأ حزب الأحرار سنة 1922 جريدة السياسة اختير هيكل رئيسًا لتحريرها. ومنذ سنة 1927 أصدر ملحقًا للسياسة باسم السياسة الأسبوعية. وكان خاصًا بالأدب والنقد، وفي سنة 1937 عينه محمد محمود وزيرًا للدولة، ثم جعل وزيرًا للمعارف، ثم عين سنة 1945 رئيسًا لمجلس الشيوخ، وظل كذلك حتى سنة 1950، وتفرغ بعد ذلك للكتابة التي كانت دائمًا شغله إلى جانب مناصبه حتى توفي سنة 1956. انظر: الأدب العربي المعاصر ص270 وما بعدها.
Studies on the Civilization of Islam: Gibb. pp.273-275 [2] اقرأ عن زينب في: الفن القصصي في الأدب المصري الحديث ص220 وما بعدها، وفجر القصة ليحيى حقي ص38 وما بعدها. ودراسات في الرواية المصرية للدكتور الراعي ص23=
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل الجزء : 1 صفحة : 198