responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 132
وسعِْتُ كتاب الله لفظًا وغاية ... وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ... وتنسيق أسماء لمخترعات1
وحين دعا قاسم أمين دعوته المشهورة إلى تحرير المرأة، شارك الشعراء في تلك المعركة ما بين مؤيد ومتحفظ ورافض، وهم جميعًا مع ذلك كله مشاركون في قضية حية مناضلون في سبيل ما يعتقدون أنه الخير.
يقول شوقي في رثاء قاسم أمين:
ماذا رأيت من الحجاب وعسره ... فدعوتنا لترفق ويسار
رأي بدا لك لم تجده مخالفًا ... ما في الكتاب وسنة المختار
إنَّ الحجاب سماحة ويسارة ... لولا وحوش في الرجال ضوار2
ويقول محرم:
أغرك يا أسماء ما ظن قاسم ... أقيمي وراء الخدر فالمرء واهم
تضيقين ذرعًا بالحجاب وما به ... سوى ما جنت تلك الرؤى والمزاعم
سلام على الإسلام في الشرق كله ... إذا ما استبيحت في الخدور الكرائم3
ويمضي الشعراء مشاركين في كل حركات الإصلاح مناضلين في كل ميادينه الأخلاقية والاجتماعية والثقافية، بل إن بعضهم يبالغ في ذلك حتى ليشارك بشعره في تسجيل أكثر ما يتصل بالمجتمع من أحداث؛ من حريق كبير يفزع المواطنين ببعض البلاد[4]، إلى ملجأ للأطفال ينشأ في إحدى العواصم[5]، ما دامت المشاركة بالشعر إسهامًا في قضية اجتماعية إنسانية تمس المواطنين، والحق أن حافظًا كان بطل هذا الميدان، فكم له من شعر أنشده في حفلات أقيمت لجمع التبرعات للمنكوبين، أو في افتتاح مؤسسة للمشردين، وكم له من

1 المصدر نفسه جـ1 ص253.
2 الشوقيات جـ3 ص78.
3 ديوان محرم جـ2 ص63-65.
[4] ديوان حافظ جـ1 ص250، وما بعدها.
[5] المصدر السابق ص283.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست