responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 129
على نشر ما قال من شعر في ثورة19 إلا في منشورات سرية، ثم عاد فنشره في الصحف بعد سنوات حين أمن مغبة هذا النشر[1].
ومهما يكن من أمر، فالذي لا شك فيه، أنه مثل شوقي؛ حيث لا يمكن أن يعتبر واحد منهما شاعر الوطنية الفرد، أو شاعرها الأول، وإنما هناك شعراء أقل من شوقي وحافظ حظًّا من الشهرة، كانوا في ميدان الوطنية أشد استبسالًا وأقوى نضالًا، وأكثر مصارحة وأعظم شجاعة. هذا، وإن كان شوقي أعظم شعراء عصره فنًّا، وحافظ أكثرهم تصويرًا لآلام الشعب.
في الإصلاح السياسي:
هذا فيما يتعلق بالنواحي السياسية في ميادينها الكبرى، المتصلة بالخلافة والقصر والإنجليز، على أن هناك ميادين سياسية أخرى، قد جال فيها هؤلاء الشعراء المحافظون وناضلوا، وهي ميادين الإصلاح السياسي، والمطالبة بالدستور والشورى وحرية الشعب وما إلى ذلك، وقد كان هؤلاء الشعراء يتحينون كل الفرص للإسهام بشعرهم في تلك الميادين، مطالبين بالإصلاح في كل الجوانب.
يقول علي الغاياتي لشوقي، حين نشر في المؤيد سنة 1908، أن الدستور لا يستطيع عباس أن يصدره إلا برضى الإنجليز:
يا شاعر النيل العظيم أما ترى ... للنيل إلا أسوأ الحالات
ما كنت أحسب أن مثلك وهو في ... شعراء مصر صاحب الآيات
يجني على الشعب الكريم جناية ... ويود أن يبقى مع الأموات
أو أنت تروي عن سواك حديثه ... كيما نرى الدستور ليس بآت2
ويقول حافظ من قصيدته في الاحتفال بالعام الهجري سنة 1909 "1327":
ويا طالبي الدستور لا تسكتوا ولا ... تبيتوا على يأس ولا تتضجروا

[1] ديوان حافظ جـ2 ص87.
2 وطنيتي ص58.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست