responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 122
والسبب في موقف شوقي من رثاء مصطفى كامل واضح، وهو ما كان من معاداة عباس للشاب الثائر، ثم ما كان من سخط الإنجليز عليه، فلم يرد شوقي -فيما يبدو- أن يرثي مصطفى كامل رثاء وطنيا، حتى لا يجلب على نفسه سخط الخديوي، وحتى لا يثير مشكلات تمس ما بين القصر والإنجليز من وفاق، ومن هنا تردد شوقي أولًا، ثم دبج هذا الرثاء "الدبلوماسي" الذي لم يورد فيه أهم خصائص مصطفى كامل كثائر وطني، ورائد من أبرز رواد الحركة المقاومة للاحتلال.
وبناء على ولاء شوقي للقصر، حينذاك، وتشكل موقفه بطابع علاقته به، يفسر موقفه من عرابي، وهجاؤه له بثلاث قصائد بعد عودته من المنفى، حيث يقول في الأولى:
صغار في الذهاب وفي الإياب ... أهذا كل شأنك يا عرابي
عفا عنك الأباعد والأداني ... فمن يعفو عن الوطن المصاب1
ويقول في الثانية:
أهلًا وسهلًا بحاميها وفاديها ... ومرحبًا وسلامًا يا عرابيها
وبالكرامة يا من راح يفضحها ... ومقدم الخير يا من جاء يخزيها2
ويقول في الثالثة:
عرابي كيف أوفيك الملاما ... جمعت على ملامتك الأناما
فقف بالتل واستمع العظاما ... فإن لها كما لهمو كلامًا3
وليس من السهل الاقتناع بأن الدافع لشوقي على هذا الهجاء، كان حب مصر، وكراهية ما ترتب على حركة عرابي من احتلال[4]؛ لأن الدافع لو كان

1 وطنية شوقي ص215-216.
2 المصدر السابق ص217-220.
3 المصدر نفسه ص220-225.
[4] المصدر نفسه ص221-231.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست