responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 112
ومن المفتونين بناء على هذا بنماذج الشعر الرائعة التي خلفها هذا التراث، وهم لذلك كله يسيرون في الاتجاه الذي يعتمد أساسًا على أسلوب هذه النماذج التراثية، ويتخذها مثلًا أعلى للأسلوب الشعري.
1- المحافظون والنضال:
أما أهم الأغراض التي عالجها أصحاب هذا الاتجاه في هذه الفترة، فهي تلك الأغراض التي بدأ علاجها البارودي بشعره من قبل، وهي تلك التي تشمل الذات وتجاربها، والوطن وقضاياه، والعالم وأهم أحداثه، غير أن شعراء هذه الفترة قد وسعوا تلك الخطوات القصار التي خطاها البارودي في طريق الوطنيات، وبعض الأحداث الكبرى الخارجة على حدود الوطن؛ فهم قد عالجوا كل قضايا مصر ومشكلاتها، وأبرز أحداث العالم الإسلامي وتطوراته، وكثيرًا من شئون العالم الخارجي وأزماته، ومن هنا خاضوا كثيرًا في السياسة المصرية والعربية والإسلامية، كما خاضوا في المسائل الاجتماعية والثقافية والفكرية والأخلاقية، هذا إلى اهتمام كبير بالماضي وأمجاده، تارة ماضي العرب والإسلام، وأخرى ماضي الفراعنة ومصر، وهم في ذلك كله معبرون عن روح هذه الفترة، مستجيبون لطابعها العام وهو طابع النضال من أجل الخلافة وتآمر الغرب عليها، والنضال من أجل بعض الدول الإسلامية وطمع الاستعمار فيها، والنضال من أجل الوطن واستبداد الاحتلال والقصر به، والنضال من أجل المجتمع المصري وما جلبه المستعمر من آفات عليه[1].
وهكذا نجد الشعر المحافظ البياني قد خاض معركة النضال، وجال في كل ميادينها فأبلى أحسن البلاء، وكان جهازًا من أهم أجهزة المقاومة، وسلاحًا من أمضى أسلحة معركة النضال التي خاضتها مصر في عهد الاحتلال.

[1] اقرأ تفصيل ذلك في: الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للدكتور محمد حسين جـ1.
اسم الکتاب : تطور الأدب الحديث في مصر المؤلف : أحمد هيكل    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست