اسم الکتاب : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر المؤلف : ابن أبي الأصبع الجزء : 1 صفحة : 548
ومما جاء من ذلك في السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الدين النصيحة " قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: " لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم " وحاصل هذا الكلام إذا ورد من طريق الاختصار أن يقول بعد تخصيص الله تعالى بالذكر وكتابه ونبيه أن يقول: وللمسلمين فإنها لفظة جامعة للأئمة وللعامة، فبسط هذه اللفظة ليفرد الأئمة بالذكر من جملة المسلمين، ولم يمكن الاقتصار على الأئمة فيكون المعنى ناقصاً، إذ تمامه لا يكون إلا بذكر عامة المسلمين، فأتى بذلك البسط ليفيد تتميم المعنى بعد تخصيص من يجب تخصيصه بالذكر، والله أعلم.
ومن شواهد البسط الشعرية للمتقدمين قول امرئ القيس كامل:
نظرت إليك بعين جازئة ... حوراء حانية على طفل
فإن حاصل البيت تشبيه عين هذه الموصوفة بعين الظبية، فبسط الكلام ليزيده البسط معنى لولاه لم يوجد فيه، فإن لنظر الظبية إلى خشفها عاطفة عليه بحنو واشفاق من الحسن ما ليس لمطلق نظرها أو لنظرها في غير هذه الحالة.
ومن أمثلته للمحدثين قول ابن المعتز في الخيري منسرح:
قد نفض العاشقون ما صنع ال؟ ... دهر بألوانهم على ورقه
فإن حاصل هذا المعنى الإخبار بصفرة الخيرى فبسط هذا اللفظ
اسم الکتاب : تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر المؤلف : ابن أبي الأصبع الجزء : 1 صفحة : 548