responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 398
الفصل الثاني عشر: النثر الجاهلي
1- صور النثر الجاهلي:
حين نتحدث عن النثر الجاهلي ننحّي النثر العاديَّ الذي يتخاطب به الناس في شئون حياتهم اليومية؛ فإن هذا الضرب من النثر لا يعد شيء منه أدبًا إلا ما قد يجري فيه من أمثال؛ إنما الذي يعد أدبًا حقًّا هو النثر الذي يقصد به صاحبه إلى التاثير في نفوس السامعين والذي يحتفل فيه من أجل ذلك بالصياغة وجمال الأداء، وهو أنواع، منه ما يكون قصصًا وما يكون خطابة وما يكون رسائل أدبية محبرة، ويسمي بعض الباحثين النوع الأخير باسم النثر الفني.
وليس بين أيدينا وثائق جاهلية صحيحة تدل على أن الجاهلين عرفوا الرسائل الأدبية وتداولوها، وليس معنى ذلك أنهم لم يعرفوا الكتابة؛ فقد عرفوها، غير أن صعوبة وسائلها جعلتهم لا يستخدمونها في الأغراض الأدبية الشعرية والنثرية، ومن ثم استخدموها فقط في الأغراض السياسية والتجارية[1]. ولا ينقض ذلك ما جاء في السيرة النبوية من أن سويد بن الصامت قدم مكة حاجًّا أو معتمرًا؛ فتصدى له رسول الله، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، حين سمع به، فدعاه إلى الله وإلى الإسلام، فقال له سويد: فلعل الذي معك مثل الذي معي، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "وما الذي معك؟ " قال: مجلة لقمان، فقال له رسول الله، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: "اعرضها عليّ"، فعرضها عليه، فقال له: "إن هذا لكلام حسن والذي معي أفضل من هذا: قرآن أنزله الله عليّ، هو هدى ونور؛ فتلا عليه رسول الله القرآن، ودعاه إلى الإسلام فلم يَبْعُد منه، وقال: إن هذا القول حسن.." 2

[1] انظر الفن ومذاهبه في النثر العربي "الطبعة الثالثة بدار المعارف": ص19.
2 السيرة النبوية لابن هشام "طبعة الحلبي": 2/ 68.
اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 398
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست