responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 316
واد، محاولًا أن يحفر الصورة في أذهاننا حفرًا على نحو ما نجد في معلقته؛ إذ يقول:
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ ... تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ1
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ ... وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَّمِ2
وورَّكن في السُّوبان يعلون مَتْنَهُ ... عليهن دلُّ الناعم المتنعِّمِ3
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ ... أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ4
بَكَرنَ بُكورًا وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ ... فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ 5
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ ... وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ6
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ ... عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ7
كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ ... نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ8
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقًا جِمامُهُ ... وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ9
وواضح أنه يصور الرحلة التي سلكتها ظعن صاحبته، وهن يعلون الروابي ويهبطن الوديان، وعلى هوادجهن الكلل والستائر الحمراء وعلى وجوههن دلال النعمة، والأصدقاء من الشباب يطلبونهن ليمثلوا النظر بحسنهن ويتمتعوا برؤيتهن، وهن يقطعن واديًا إثر واد، ويمرون على منازل الأحلاف والأعداء، يأخذن في طريق ويعدلن عن طريق، وفي أثناء ذلك ينزلن ثم يرحلن وقد خلفن وراءهن فتات.

1 الظعائن: النساء الراحلات في الهوادج.
العلياء: اسم موضع. جرثم: ماء لبني أسد أحلاف ذبيان.
2 الأنماط: الستائر على الهوادج. وراد: حمراء: مشاكهة: مشابهة.
3 وركن: ثنين أرجلهن للراحة. السوبان: واد في ديار بني تميم. متنه: ظهره. دل الناعم: أثر النعمة.
4 المتوسم: المتفرس في الوجه.
5 بكرن: رحلن صباحًا. استحرن: رحلن سحرًا. كاليد للفم أي: إن ما يقصدنه لا يخطئنه كما لا تخطئ اليد الفم.
6 القنان: جبل لبني أسد. حزفه: أرضه الصعبة الغليظة. المحل: الحليف ضد المحرم. قشيب: جديد. مفأم: واسع رحب.
8 العهن: الصوف. حب الفنا: عنب الثعلب.
9 جمامه: سطحه ومجتمعه. ووضع العصي كناية عن الإقامة.
اسم الکتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي المؤلف : شوقي ضيف    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست