اسم الکتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 159
محت الرياحُ بها كتابة بعضها ... فتخاصمت من فوقه فتهشَّما
وله هجو قليل فمن ذلك قوله في ثقيل:
كفَّ عنّي لا أبا لكْ ... قد تبَّيَّنا مُحالك
وعرفناك وألا ... فمتى نعرفُ حالكْ
قد مضي لي بك عصرٌ ... حاملاً فيه مَلالكْ
حسبُ قلبي منك جورٌ ... كاد منهُ يتهالك
سنرى النادم منَّا ... ويُسيء اللهُ فالَكْ
وقال في نجيل:
قد قال قومٌ أن خبزك حامضٌ ... والبعض أثبت بالحلاوة حكمَهٌ
كذب الجميع بزعمهم في طعمهِ ... من ذاقهُ يوماً ليعرف طعمهُ
ومن حكمه المأثورة:
إني لقد جرَّبتُ أخلاقَ الورى ... حتى عرفتُ ما بدا وما اختفى
كل يذمُّ الناس فالذي نجا ... من ذمّهِ يدخلُ في ذمَّ الملا
ولا يحبُّ غير نفسه فما ... أحبَّهُ فهو إلى النفسِ انتهى
يعرف كلُّ حالَهُ في مضى ... إلا الذي كان دنياً فارتقى
وكل علمٍ يُدرك المرءُ سوى ... عرفانِ قدرِ نفسهِ كما اقتضى
وكلُّ من لا خير منهُ يُرتجي ... إن عاش أو مات على حدٍ سوا
ومما برز فيه قوله في الدين المسيحي:
نحنُ النصارى آل عيسى المتي ... حسبَ التأَنُس فلبتولةِ مريمِ
وهو الإلهُ وابن الإلهِ روحهُ ... فثلثةٌ في واحدٍ لم تُقَسمِ
للأب لاهوتُ ابنهِ وكذا ابنه ... وكذا هما والروح تحتَ تَقُنُّمِ
كالشمس يظهرُ جرمُها بشُعاعها ... وبحرّها والكلّ شمسٌ فاعلمِ
والله يَشهدُ هكذا بالحق في ... سفر لتوراةِ الكليمِ مُسلَّمِ
عن آدمٍ قد قالا (وصار كواحدٍ ... منا) بلفظ الجمع من ذاك الفمِ
خلقَ البسيطةَ واحداً في جوهرٍ ... أحدٍ لخدمة آدمَ المستخدَمِ
اسم الکتاب : تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 159