اسم الکتاب : بلاغات النساء المؤلف : ابن طيفور الجزء : 1 صفحة : 87
من نشر ثوب الثناء فقد أدى واجب الجزاء وفي كتمان الشكر جحود لما أوجب منه ودخول في كفر النعم فقالت لها أمها أي بنية طيبت الثناء وقمت بالجزاء ولم تدعي للذم موضعاً ومن لم يذم ولا ثناء إلا بعد اختبار قالت يا أمه ما مدحت حتى اختبرت ولا وصفت حتى شممت قال الزوج ما وفيتك حقك ولا شكرت إلا بفضلك ولا أثنيت إلا بطيب حسبك وكريم نسبك والله أسأل أن يمتعني بما وهب لي منك.
أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي قال حدثني محمد بن داود بن علي بن عبد الله بن العباس ان رجلاً من العرب استبى امرأة فولدت له سبعة بنين ثم قالت له ازرني أهلي ليذهب عني اسم السباء ففعل ووقعت في نفس رجل من أهلها يقال له هلباجة فقال لأصحابه انزعوا هذه المرأة من هذا الرجل فانه سبة عليكم أن تكون سبية وزوجونيها فأراد صاحبها أن يردها فقالت قد أبى القوم إلا أن ينزعوني منك فقال لا أفارقك حتى تثني علي بما تعلمين فقالت العشية إذا اجتمع القوم فاجتمعوا وحضرا فقال:
نشدك هل خبرتني أو علمتني ... كريماً إذا أسود الكراسيع ازهرا
قالت نعم فقال:
نشدتك هل خبرتني أو علمتني ... شجاعاً إذا هاب الجبان وقصرا
قالت نعم فقال:
نشدتك هل خبرتني أو علمتني ... صبوراً إذا ما الشيء ولى فأدبرا
قالت نعم وانصرف وزاد في قول هذه الأبيات:
تبكي علي ليلى بحق بلادها ... وأنت عليها بالملا كنت أقدرا
تبغاني الأعداء أما ذوي دم ... وأما أخا شغب العشيات مسعرا
إذا المرء لم يبغ المعاش لنفسه ... شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وكان على الادنين كلا وأوشكت ... صلات ذوي القربى أن تنكرا
فتزوجها الهلباجة فولدت له بنين ثم تباغضا فسألته الطلاق فقال لا حتى تثني علي فقالت لا أثني عليك فانه خير لك فأبى فقالت فهو غدك إذا اجتمع القوم فلما اجتمعوا قالت اعلمك إذا أكلت احتففت وإذا شربت اشتففت وإذا اشتملت التففت
اسم الکتاب : بلاغات النساء المؤلف : ابن طيفور الجزء : 1 صفحة : 87