اسم الکتاب : بلاغات النساء المؤلف : ابن طيفور الجزء : 1 صفحة : 125
فأقرته قائماً ثم قالت يا حجاج أنت الممتن على أمير المؤمنين بقتل ابن الزبير وابن الأشعث لقد كنت المولى أي العبد غير المستعلي أما والله لولا أنك أهون خلقه عليه الضمير راجع إلى الله ما ابتلاك برمي الكعبة ولا بقتل ابن ذات النطاقين فأما ما ذكرت من قتل ابن الأشعث فلعمري لقد استفحل عليك ووالى الهزائم حتى غوثت فلولا أن أمير المؤمنين نادى في أهل الشام وأنت في أضيق من القرن فأظلنك رماحهم ونجاك كفاحهم لكنت ضيق الخناق ومع هذا إن نساء أمير المؤمنين قد نفضن العطر من غدائرهن والحلي من أيديهن وأرجلهن فبعثنه في أعطية أوليائه وأما ما نهيت عنه أمير المؤمنين من قطع لذاته وبلوغ أوطاره من نسائه فإن كن ينفرجن على مثل أمير المؤمنين فهو غير مجيبك إلى ذلك وان كن ينفرجن على مثل ما انفرجت عنه أمك فما أحقه أن يقتدي بقولك قاتل الله الذي يقول إذ نظر إليك وسنان غزالة الحرورية بين كتفيك:
أسد علي وفي الحروب نعامة ... ربذاء تفزع من صفير الطائر
هلا برزت إلى غزالة في الوغا ... بل كان قلبك في جناحي طائر
صدعت غزالة قلبه بفوارس ... تركت مناظره كأس الدائر
ثم أمرت جارية لها فأخرجته فدخل على الوليد فقال ما كنت فيه يا حجاج قال يا أمير المؤمنين ما سكتت حتى ظننت نفسي قد ذهبت وحتى كان بطن الأرض أحب الي من ظهرها وما ظننت أن امرأة تبلغ بلاغتها وتحسن فصاحتها قال إنها بنت عبد العزيز وقال ابن الإعرابي عن المفضل الضبي قال قالت الجمانة بنت قيس بن زهير العبسي لأبيها لما شرق ما بينه وبين الربيع بن زياد في الدرع دعني أناظر جدي فإن صلح الأمر بينكما وإلا كنت من وراء رأيك فأذن لها فأتت الربيع فقالت إذا كان قيس أبي فانك ياربيع جدي وما يجب له من حق الأبوة عليّ إلا كالذي يجب عليك من حق البنوة لي والرأي الصحيح تبعثه العناية وتجلى عن محضه النصيحة إنك قد ظلمت قيساً بأخذ درعه واجد مكافأته إياك سوء عزمه والمعارض منتصر والبادي أظلم وليس قيس
اسم الکتاب : بلاغات النساء المؤلف : ابن طيفور الجزء : 1 صفحة : 125