اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال الجزء : 1 صفحة : 60
فنام ليلي وتجلى همي1
وقوله:
وشيّب أيام الفراق مفارقي2
وقوله:
ونمتِ ما ليل المطي بنائم3
وإما مجازان[4] كقولنا: "أحيا الأرضَ شبابُ الزمان"[5].
وإما مختلقان: كقولنا: "أنبت البقلَ شبابُ الزمان"، وكقولنا: "أحيا الأرض الربيع" وعليه قول الرجل لصاحبه: "أحيتني رؤيتك" أي: آنستني وسرتني, فقد جعل الحاصل بالرؤية من الأنس والمسرة حياة، ثم جعل الرؤية فاعلة له.
ومثله قول أبي الطيب "من الطويل":
1 هو لرؤبة بن العجاج، وقبله:
يا رب قد فرجت عني غمي ... قد كنت ذا هم وراعي نجم
وقوله: "تجلى" بمعنى انكشف، والشاهد في قوله: "نام ليلي".
2 قيل: إنه لجرير من قوله "الطويل":
وشيب أيام الفراق مفارقي ... وأنشزن نفسي فوق حيث تكون
ولكنه لا يوجد في ديوانه، وقوله: "أنشزن" بمعنى: رفعن، وقوله: "تكون" مأخوذ من كان التامة، والمعنى: أيام الفراق رفعت نفسه عن مكانها في الجسم وبلغت بها الحلقوم، والشاهد في قوله: "وشيب أيام الفراق".
3 هو لجرير من قوله "من الطويل":
لقد لمُتِنِي يا أم غيلان في السرى ... ونمتِ وما ليل المطي بنائم
وأم غيلان: ابنته، والسرى: السير ليلا، والشاهد في قوله: "وما ليل المطي بنائم", والمعنى: أنه لا يقطع السير بالليل ولا ينام. [4] أي: لغويان. [5] فإحياء الأرض مجاز عن خصبها، وشباب الزمان مجاز عن الربيع، وفي اجتماع المجاز اللغوي والمجاز العقلي طرافة تجعل لذلك التقسيم فائدة.
اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال الجزء : 1 صفحة : 60