اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال الجزء : 1 صفحة : 23
قال الشيخ عبد القاهر[1]: "قال الصاحب[2]: إياك والإضافات المتداخلة؛ فإنها لا تحسن". وذكر أنها تستعمل في الهجاء، كقول القائل "من الخفيف":
يا علي بن حمزة بن عمارهْ ... أنت -والله- ثلجة في خياره3
ثم قال الشيخ: ولا شك في ثقل ذلك في الأكثر، ولكنه إذا سلم من الاستكراه ملُح ولطُف. ومما حسُن فيه قول ابن المعتز أيضا4 "من الطويل":
وظلت تدير الراح أيدي جآذر ... عتاق دنانير الوجوه ملاح5
ومما جاء فيه حسنا جميلا, قول الخالدي يصف غلاما له "من المنسرح":
ويعرف الشعر مثل معرفتي ... وهو على أن يزيد مجتهد
وصيرفي القريض وزّان ديـ ... ـنار المعاني الدقاق منتقد6
فصاحة المتكلم:
وأما فصاحة المتكلم فهي ملكة يُقتَدَر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح؛ [1] دلائل الإعجاز, ص70, المطبعة العربية. [2] هو إسماعيل بن عبّاد المعروف بالصاحب؛ لصحبته ابن العميد.
3 لا يعرف قائله، وفي قوله: "ثلجة في خياره" قلب، والأصل: خياره في ثلجة، واعتُرض على الخطيب بأنه سيذكر هذا البيت في الاطراد من أنواع البديع فكيف يعيبه هنا؟! والحق أنه ليس فيه تتابع إضافات، وإنما هذا اشتباه نظر من عبد القاهر، وقد ترجم ياقوت لعلي بن حمزة في الجزء الخامس من معجم الأدباء.
4 أي: كما حسن فيما ذكره له قبل ذلك، وهو قوله "من المجتث":
يا مسكة العطار ... وخال وجه النهار
5 هو لعبد الله بن المعتز. والراح: الخمر، والجآذر: جمع جؤذر, وهو ولد البقرة الوحشية، والعتاق: جمع عتيق بمعنى كريم، وإضافة دنانير إلى الوجوه من إضافة المشبه به إلى المشبه، والشاهد في قوله: "عتاق دنانير الوجوه".
6 هما لأبي عثمان سعيد بن هاشم, المعروف بالخالدي. والصيرفي: المحتال في الأمور، والقريض: الشعر، والمنتقد في الأصل: الخبير بتمييز الدراهم، ثم أُطلق على تمييز الدراهم وغيرها، والشاهد في قوله: "وزّان دينار المعاني".
اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال الجزء : 1 صفحة : 23