responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال    الجزء : 1  صفحة : 152
يكن أهلا للبسه.
وقيل في قول قَطَرِيّ بن الفُجَاءَة "من الكامل":
ثم انصرفت وقد أصبت ولم أُصب ... جذع البصيرة قارح الإقدام1
إنه من باب القلب[2]، على أن "لم أُصب" بمعنى لم أُجرح، أي: قارح البصيرة جذع الإقدام[3] كما يقال: "إقدام غِرّ ورأي مجرب"، وأجيب عنه[4] بأن "لم أصب" بمعنى لم أُلْفَ بهذه الصفة، بل وجدت بخلافها جذع الإقدام قارح البصيرة، على أن قوله: "جذع البصيرة قارح الإقدام" حال من الضمير المستتر في "لم أصب"، فيكون متعلقا بأقرب مذكور، ويؤيد هذا الوجه قوله قبله:
لا يركنَنْ أحد إلى الإحجام ... يوم الوغى متخوفا لحِمام5
فلقد أراني للرماح دَرِيئة ... من عن يميني مرة وأمامي6
حتى خَضَبْتُ بما تحدّر من دمي ... أكناف سَرْجي أو عنان لجامي7
فإن الخضاب بما تحدر من دمه دليل على أنه جُرح، وأيضا فحوى كلامه أن مراده أن يدل على أنه جرح لم يمت، إعلاما أن الإقدام غير علة للحمام، وحثا على الشجاعة وبغض الفرار

1 جذع البصيرة: بمعنى غير مجرب للأمور، وقارح الإقدام: بمعنى إقدام أصحاب السن القديمة، يقال: "فلان جذع: إذا كان حديث السن، وقارح: إذا كان قديما".
[2] لأنه بقصد التمدح بذلك، وإنما يُتمدح بعكسه لا به.
[3] على هذا يكون "جذع البصيرة قارح الإقدام" حالين من فاعل "انصرفت".
[4] هذا جواب يجعل كلامه لا قلب فيه؛ لأنه قلب غير مقبول لما فيه من إيهام خلاف المراد، وقيل أيضا: إنه يريد تشبيه بصيرته بالجذع في عدم الاختلاط والتزلزل من الهول، وتشبيه إقدامه بالقارح في الصبر والاحتمال، وعلى هذا لا قلب أيضا.
5 الإحجام: التأخر، والوغى: الحرب، والحمام: الموت.
6 الدريئة: حلقة يتعلم عليها الطعن، شبه نفسه بها، وهي من الدرء بمعنى الدفع أو من الدرى بمعنى الختل، فتكون درية، بالياء المشددة.
7 أكناف السرج: جوانبه، والعنان: سير اللجام.
اسم الکتاب : بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة المؤلف : الصعيدي، عبد المتعال    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست