responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 107
دخلي سيكون أكبر، بأنني سأحصل على نقود اكثر، متى جاء الشيوعيون إلى الحكم. أذن فأنا أحقر من خضوري. وعذبتني هذه الفكرة؛ لقد حاولت الفرار منها بشرب الخمر والإدمان فيه، ولكنها ظلت تطاردني إلى اليوم الذي تخلصت فيه من الأفكار الشيوعية " [1] .
ليس من حقنا أن نشك في هذا الاعتراف الذاتي، إذ حين يصبح الاقتناع شعريا يحجب وجه الخداع في المغالطات الذهنية، فمن المغالطة الدهنية ان يعتنق المرء مذهبا عريض المبادئ والغايات، لا لشيء إلا لأنه يرجو عن طريقه زيادة في دخله. ذلك تبسيط شديد، وتهوين للقيم، ولكن هذا لا يعني أن السياب كان كاذبا في إحساسه. ورغم هذا الصدق في الإحساس فأنه لم يخطر له الانفصال عن الحزب، إذ ان الانفصال ليس سهلا كالأنتماء، فهو يعني بلوغ الإرادة لحظة حاسمة لا محيص عنها ولا منفذ فيها للتردد، ولهذا فان مثل هذا الإحساس ما يزال بحاجة إلى عوامل أخرى تؤيد حتى يستطيع صاحبه أن يبلغ تلك اللحظة: لقد كان بدر يسمع رفاقه الشيوعيين يقولون عمن يفصل أو ينفصل من الحزب الشيوعي: أين يولي؟ وفهم بدر من هذه العبارة ان عضو الحزب الشيوعي كالطفل الصغير لا يستطيع ان يدبر شئونه دون أمه [2] ، ولكن دلالة تلك العبارة تختلف عما فهمه؟ فيما اقدر -، أنها تعني أن العضو المنفصل سيظل حيثما اتج محاطا بتاريخه الحزبي، وسيظل مؤاخذا لدى الحكومة بذلك التاريخ حتى ولو أعلن براءته منه على رؤوس الأشهاد، وذلك يعني انه؟ في خارج الحزب - قد اصبح كالمنبت، لا أرضا قطع ولا ظهرا ولا ظهرا أبقى، ولو بقي في داخله لظل له شرف الغاية التي يجاهد من اجلها، مهما يكن مفهوم تلك الغاية في نظر الآخرين؛ ولا ريب ان بدرا؟ من بعد - وقع

[1] المصدر السابق.
[2] الحرية، العدد: 1443.
اسم الکتاب : بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست