responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام شعراء العرب في المعاني المؤلف : تيمور باشا، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 24
والثاني: معنوي، وهو ما وضع فيه اسم موضع آخر.
والثالث: جامع لهما، وهو ما وقع فيه التغييران كلاهما.
فالأول كقول الأسود بن يعفر يصف درعاً:

ودعا بمحكمة أمينٍ سكها ... من نسج داود أبي سلّام
يريد: (أبي سليمان) فلما اضطر قال سلام وكقول الآخر:

وسائلة بثعلبة بن سيرْ ... وقد علقت بثعلبة العلوق
يريد: ثعلبة بن سيار. ومثله كثير ولا كلام لنا فيه لخروجه عن مقصودنا.
والثاني: كقول حسيل بن سجيح الضبي يذكر درعاً:

وبيضاء من نسج داود نثرة ... تخيّرتها يوم اللقاء الملابسا
فإن الدروع من نسج داود نفسه لا ابنه سليمان، وأكثر ما يقع هذا بذكر الإبن بدل الأب وعكسه. وخرجه التبريزي في شرح ديوان الحماسة على أنه من عادة العرب في إقامة الأب مقام الابن، والابن مقام الأب، وتسمية الشيء باسم غيره إذا كان من سببه.
والثالث: أي الجامع للفظي والمعنوي كقول الحطيئة:

فيه الرماح وفيه كلّ سابغة ... بيضاء محكمة من نسج سلّام
وقول النابغة:

وكلّ صموت نثلة تبّعيّة ... ونسج سليم كلّ قضّاء ذائل
قال القاضي الجرجاني في الوساطة: ((أراد داود فغلطا إلى سليمان، ثم حرفا اسمه فقال أحدهما: سلام، وقال الآخر: سليم)) انتهى.
وتبعهما أبو العلاء المعري فقال في الدرعيات:

سليميّة من كل قتر يحوطها ... قتير نبت عنه الغواني الأوانسُ
(فمن المعنوي) قول الصلتان العبدي:

أرى الخطفى بذّ الفرزدق شعره ... ولكنّ خيراً من كليب مجاشع
قال ابن مطرف في القرطين: ((أراد أرى جريراً بذ الفرزدق فلم يمكنه فذكر جده)) وفي خزانة البغدادي: ((أراد أرى جرير بن عطية بن الخطفى، وجاز هذا لكونه معلوماً عند المخاطب، وقد أنكر الخوارزمي كون هذا من باب الحذف وقال: إنما هو من باب تعدي اللقب من الأب إلى الابن كما في قوله:

كراجي الندى والعرف عند المذلّق
((أي ابن المذلّق)) انتهى.
(ومنه) قول حسان بن ثابت:

من معشر لا يغدرون بذمّة ... الحارث بن حبيب بن سحام
قال القاضي الجرجاني في الوساطة: ((وإنما هو حبيب)) .
(ومنه) قول أوس بن حجر:

فهل لكم فيها إلىّ فإنّني ... طبيب بما أعيى النطاسي حذيما
أراد ابن حذيم، وكان من أطباء العرب فذكر أباه.
وذهب ابن السكيت في شرحه لديوان أوس إلى حذيماً اسم الطبيب نفسه، وتبعه في ذلك صاحب القاموس، ولكن الأكثرين على أنه أبوه. واستشهد الزمخشري في الكشاف بهذا البيت على حذف المضاف لأمن اللبس، ولكن خالف كلامه في المفصل فجعله من المحذوف مع وجود اللبس، وأنشد معه قول ذي الرمة:

عشيّة فرّ الحارثيُّون بعدما ... قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر
أي يزيد بن هوبر، وقد صوب البغدادي في خزانته قوله الأول بأن الإلباس وعدمه إنما يكون بالنسبة على المخاطب الذي يلقي المتكلم كلامه إليه لا بالنسبة إلى أمثالنا، فإنه وإن كان عندنا من قبيل الإلباس فهو مفهوم واضح عند المخاطب به في ذلك العصر.
(ومنه) قول الآخر يصف إبلاً:

صبّحن من كاظمة الخصّ الخربْ ... يحملن عبّاس بن عبد المطّلب
قال ابن مطرف الكناني في القرطين: ((أراد عبد الله بن عباس فذكر أباه مكانه)) . وجعله ابن جنى في الخصائص من المحذوف لأمن اللبس فقال: ((وإنما أراد عبد الله بن عباس ولو لم يكن على الثقة بفهم ذلك لم يجد بدّاً من البيان)) . وأورده المبرد في الكامل، وأنشد معه للفرزدق في سليمان بن عبد الملك:

ورثتم ثياب المجد فهي لبوسكم ... عن ابني مناف عبد شمس وهاشم
يريد ابن عبد مناف، وأنشد معه أيضاً قول كثير لما حبس عبد الله بن الزبير محمد ابن الحنفية في سجن عارم:

تخبّر من لاقيت إنَّك عائذ ... بل العائذ المحبوس في سجن عارم
وصىّ النبيّ المصطفى وابن عمّه ... وفكاك أعناق وقاضي مغارم

اسم الکتاب : أوهام شعراء العرب في المعاني المؤلف : تيمور باشا، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست