اسم الکتاب : أوهام شعراء العرب في المعاني المؤلف : تيمور باشا، أحمد الجزء : 1 صفحة : 22
ورواية اللسان: (طويل) بدل كميت، وجاء فيه عن البيت ما نصه: ((أراد كأن السليط، وهو الزيت في شعر هذا الفرس لصفائه. والشعار: جمع شعر، كما يقال: جبل وجبال، أراد أن يخبر بصفاء شعر الفرس، وهو كأنه مدهون بالسليط. والموارى في الحقيقة: الشعار. والموارى: هو الأديم، لأن الشعر يواريه فقلب. وفيه قول آخر يجوز أن يكون هذا البيت من المستقيم غير المقلوب، فيكون معناه: كأن السليط في حيث وارى الأديم الشعر، لأن الشعر ينبت من اللحم وهو تحت الأديم، لأن الأديم الجلد. يقول: فكأن الزيت في الموضع الذي يواريه الأديم وينبت منه الشعر، وإذا كان الزيت في منبته نبت صافياً، فصار شعره كأنه مدهون، لأن منابته في الدخن، كما يكون الغصن ناضراً ريان إذا كان الماء في أصوله)) انتهى.
(ومنه) قول الأعشى:
حتى إذا احتدمت وصا ... ر الجمر مثل ترابها
أي وصار ترابها مثل الجمر، وقد روى هذا البيت في الأضداد لأبي الطيب اللغوي والقرطين للكناني. والذي في الأضداد للسجستاني:
حتى يصير الجمر مثل ترابها
أي على أنه شطر بيت وليحقق فإني لم أجده في نسخة ديوان الأعشى التي بيدي، ولعله الأعشى آخر إلا أن عادتهم إذا أطلقوا أرادوا الأعشى الأكبر.
(ومنه) قول الشماخ يذكر أباه:
منه ولدت ولم يؤشب به حسبي ... ليّاً كما عصبَ العلباء بالعود
العلباء: عصب العنق، وكانت العرب إذا تصدع رمح تعصبه به وهو رطب فيجف عليه، فكان الوجه في البيت: (كما عصب العود بالعلباء) .
(ومنه) قول ذي الرمة:
وتكسو المجنّ الرخو خصراً كأنّه ... إهان ذوى عن صفرة فهو أخلق
المجن هنا: الثوب والإهان (بكسر أوله) : عود المذاق. والأخلق: الأملس. وكان الوجه أن يقول: تكسو الخصر مجناً.
(ومن القلب) قوله أيضاً يذكر بعيراً:
برى لحمه التوجاف حتى كأنّه ... هلال نضت عنه الرياحَ سحائبه
أي أهزله الإسراع في السير حتى صيره كهلال تقشعت عنه السحائب، فالرياح هي التي نضت عنه السحائب لا العكس كما في البيت، ولكنه لما اضطر قلب. وقد رواه هكذا أبو الطيب اللغوي في الأضداد، ورواية الديوان: (هلال بدا وانشق عنه سحائبه) ولا قلب عليها.
(ومنه) قول الآخر
أسلمته في دمشق كما ... أسلمت وحشيّةٌ وهقا
الوهق (بفتحتين) : حبل مغار يرمى فتأخذ به الدواب. والوجه كما أسلم وهقٌ وحشية.
(ومنه) ما أورده ابن هشام في المغنى لبعضهم:
فإن أنت لاقيت في نجدة ... فلا يتهيَّبك أن تقدما
قال الدماميني في الهندية: ((أي لا يخفك الإقدام. والمعنى: لا تخف أنت الإقدام على ملاقاة العدو والدخول في الحرب، والقلب فيه ظاهر)) .
(وفي المغنى) أيضاً لابن مقبل:
ولا تهيّبني الموماة أركبها ... إذا تجاوبت الأصداء بالسحر
أي لا تتهيبني، فحذفت إحدى التاءين، والوجه لا أتهيبها.
(ومن) قلب التثنية بالإفراد ما ورد في المغنى أيضاً لبعضهم:
إذا أحسن ابن العمّ بعد إساءة ... فلست لشرَّى فعله بحمول
أي فلست لشرّ فعليه.
(ومن القلب) قول بعضهم:
متاليف سيّارون والليل مسدف ... إذا الليل بالغوج الهدان تحيّرا
قال أبو الطيب اللغوي في الأضداد: ((أي إذا تحير الغوج الهدان بالليل. والغوج: الثقيل. والهدان: البليد)) .
(ومنه) قول الآخر:
عليك سلام الله منّي مضاعفاً ... إلى أن تغيب الشمس من حيث تطلع
قال أبو الطيب: ((يريد إلى أن تطلع الشمس من حيث تغيب)) .
(ومنه) قول الآخر:
فإنّ بني شرحبيل بني عمرو ... تمادوا والفجور من التمادي
يريد: والتمادى من الفجور.
(ومنه) قول الآخر:
أتجزع أن نفسي أتاها حمامها ... فهلّا التي عن بين جنبيك تدفع
يريد: فهلا عن التي بين جنبيك تدفع.
(ومنه) قول الآخر:
أقبّ طمرّ كسيد الغضا ... إذا ما الخبار انتحاه وثبْ
يريد: إذا انتحى الخبار، أي قصده. والخبار من الأرض: ما لان واسترخى، وكان فيه جحرة.
(ومنه) قول الآخر:
ووحش أران قد سلبت مقليه ... إذا ضنّ بالوحوش العتاق مقايلهْ
اسم الکتاب : أوهام شعراء العرب في المعاني المؤلف : تيمور باشا، أحمد الجزء : 1 صفحة : 22