اسم الکتاب : أهدى سبيل إلى علمي الخليل المؤلف : محمود مصطفى الجزء : 1 صفحة : 117
رُبَّ أخ كنت به مغتبطًا ... أشدّ كفِّي بعرَى صحبته
تمسكًا مني بالود ولا ... أحسبه يزهد في ذِمِّي أمل
ولكن هذا الناعق لم يجد من يتابعه؛ لأن الأذن لم ترتح إلى صنيعه، ولكنهم قبلوا من ذلك نوعًا سَمّوه
المزدوج: وهو أن يؤتى ببيتين من مشطور؛ أي بحر مقفيين وبعدهما غيرهما بقافية أخرى وهكذا، وقد احتاجوا إلى ذلك وأكثروا منه في نظم القصص الطويلة والحكم والأمثال ومسائل العلوم مما لا يراد به إلا مجرد الضبط؛ لسهولة الحفظ، وحرّموا هذا النوع أن يسمّى قصيدة مهما طال، وأول من نظم فيه بشار وأبو العتاهية ثم تتابع عليه الشعراء. ومن مزدوجة لأبي العتاهية في الحكم، وقد سماها ذات الأمثال، وله فيها أربعة آلاف مثل قوله:
حسبك مما تبتغيه القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت
هي المقادير فلمني أو فذر ... إن كنت أخطأت فيما أخطا القدر
إن الشباب حجة التصابي ... روائح الجنة في الشباب
ومن هذا النوع ألفية ابن مالك وما على شاكلتها من متون العلوم.
ومما استحدثوا في القافية أيضًا نوع يسمى
المسمط: وهو أن يبتدئ الشاعر ببيت مصرع، ثم يأتي بأربعة أقسمة من غير قافيته، ثم يعيد قسمًا واحدًا من جنس ما ابتدأ به، وهكذا إلى آخر القصيدة، وقد نسبوا إلى امرئ القيس قوله في هذا النوع:
توهَّمت من عند معالم أطلال ... عفاهن طول الدهر في الزمن الخالي
مرابع من هند خلت ومصايف ... يصيح بمعناها صدى وعوازف
وغيَّرها هوج الرياح العواصف ... وكلّ مسفٍّ ثُمَّ آخر رادف
بأسحم من نوء السماكين مطّالي
وقد يكون بأقلَّ من أربعة أقسمة وبلا بيت مصرع؛ مثل قول بعضهم:
اسم الکتاب : أهدى سبيل إلى علمي الخليل المؤلف : محمود مصطفى الجزء : 1 صفحة : 117