اسم الکتاب : أمثال العرب - ت إحسان عباس المؤلف : المفضل الضبي الجزء : 1 صفحة : 153
صحر، فخبأت له من الجزور لحما تتحف به لقمان إذا جاء، فلما جاء لقمان طبخته أو شوته، ثم استقبلته به قبل أن ينتهي إلى الحي، فلما طعم من اللحم قال: ما هذا؟ قالت: من لحوم العريضات أثراً، قال: ومن أين لك هذا؟ قالت: جاء لقيم فنحر جزوراً، وكان لقمان يحسب أنه قد سبق لقيماً، فلما أخبرته أسف، فلطمها لطمة قال بعض من يحدث: ماتت منها، وقال بعضهم: ألقى أضراسها، وقال الناس: ذنب صحر أنها أتحفته وأكرمته وصدقته فلطمها [1] ، فصارت مثلاً.
وقال خفاف بن ندبة السلمي [2] :
وعباس يدب لي المنايا ... وما أذنبت إلا ذنب صحر
وكيف يلومني في حب ... قوم أبي منهم وأمي أم عمرو وزعموا أن لقمان بن عاد كان إذا اشتد الشتاء وكلب أشد ما يكون شد راحلة موطنة [3] لا ترغوا ولا يسمع لها صوت فيشتدها برحلها ثم يقول للناس، حين يكاد البرد يقتلهم: ألا من كان غازياً فليغز [4] ، فلما شب لقيم ابن أخته اتخذ راحلة مثل راحته فوطنها [5] ، فلما كان حين نادى لقمان من كان غازياً فليفز قال لقيم أنا معك إذا شئت، فلما رآه قد شد رحلها ولم يسمع لها رغاء قال لقمان: كأن [1] يرد المثل ((ذنب صحر)) - دون سائر العبارة - كما يرد ((مالي ذنب إلا ذنب صحر)) أو مالي إلا ذنب صحر؛ ولدى العسكري قصة غير التي أوردها الضبي وكذلك عند الجاحظ، انظر جمهرة العسكري 2: 261 والحيوان 1: 21 - 22 وفصل المقال: 385 والميداني 2: 144 واللسان (صحر) وثمار القلوب: 307. [2] ترجمة خفاف في الشعر والشعراء: 258 والأغاني 18: 22 والخزانة 2: 472 والمناقصات بينه وبين عباس بن مرداس واضحة في الأغاني؛ وقد أورد العسكري في الجمهرة 2: 262 الأول من بيتيه المذكورين هنا. [3] فصل المقال: موطأة. [4] زاد في فصل المقال: فلا يلحق به أحد؛ وهو في الميداني 2: 15 تحت المثل ((في نظم سيفك..)) [5] فصل المقال: فوطأها.
اسم الکتاب : أمثال العرب - ت إحسان عباس المؤلف : المفضل الضبي الجزء : 1 صفحة : 153