اسم الکتاب : أمالي القالي المؤلف : القالي، أبو علي الجزء : 1 صفحة : 100
وأحسن عدى بن الرقاع فِي هذا المعنى فقَالَ:
وكأن ليلى حين تغرب شمسه ... بسواد آخر مثله موصول
ولبعضهم فِي طول الليل:
ما النجوم الليل لا تغرب ... كأنها من خلفها تجذب
رواكداً ما غار غربها ... ولا بدا من شرقها كوكب
وقد ذكر الفرزدق العلة فِي طول الليل فقَالَ:
يقولون طال الليل والليل لم يطل ... ولكن من يبكى من الشوق يسهر
وقَالَ بشار فِي هذا المعنى:
لم يطل ليلى ولكن لم أنم ... ونفي عني الكرى طيف ألم
وإذا قلت لها جودى لنا ... خرجت بالصمت عَنْ لا ونعم
نفسى يا عبد عني واعلمي ... أنني يا عبد من لحم ودم
إن فِي بردى جسماً ناحلا ... لو توكأت عليه لانهدم
ختم الحب لها فِي عنقى ... موضع الخاتام من أهل الذمم
ولقد أحسن عَلَى بن بسام فِي هذا المعنى، أنشدنى ابنه أَبُو عَلَى، عَنْ أبيه:
لا أظلم الليل ولا أدعى ... أن نجوم الليل ليست تغور
ليلى كما شاءت فإن لم تجد ... طال وإن جادت فليلي قصير
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الأنبارى، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن الوليد البزار، قَالَ: كان عَلَى بن الجهم يستنشدني كثيراً شعر خالد الكاتب، فأنشده فيقول: ما صنع شيئاً، ثم أنشدته يوما له:
رقدت ولم ترث للساهر ... وليل المحب بلا آخر
ولم تدر بعد ذهاب الرقاد ... ما صنع الدمع من ناظري
فقَالَ: قاتله الله! لقد أدمن الرمية حتى أصاب الغرة
اسم الکتاب : أمالي القالي المؤلف : القالي، أبو علي الجزء : 1 صفحة : 100