responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوساطه بين المتنبي وخصومه ونقد شعره المؤلف : الجرجاني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 92
قلت: قد جمع في هذه الأبيات وفي غيرها مما احتذى به حذوَها بين البرد والغثاثة، وبين الثُقل والوخامة، فأبعد الاستعارة، وعوّص اللفظ، وعقّد الكلام، وأساء الترتيب، وبالغ في التكلّف، وزاد على التعمّق؛ حتى خرج الى السّخف في بعض، والى الإحالة في بعض. وقلت: كيف يُعدّ في الفحول المُفلقين من يقول:
جمدَتْ نُفوسُهم فلما جئتَها ... أجريْتها وسقيتها الفولاذا
فغَدا أسيراً قد بللْت ثيابَه ... بدمٍ وبلّ ببولِه الأفْخاذا
أعْجَلت أنفسَهُم بضرْبِ رِقابِهم ... عن قولِهم لا فارسٌ إلا ذا
طلبَ الإمارةَ في الثّغورِ وقد نشا ... ما بين كرْخايا الى كلْواذا
فكأنّه حسِب الأسنّة حُلوةً ... أو ظنّها البرْنيّ والآزاذا
وقوله:
بشرٌ تصوّر غايةً في آيةٍ ... ينفي الظّنون ويُفسِد التّقييسا
يا مَن نلوذُ منَ الزمان بظِلّه ... أبداً ونطرُد باسمِه إبليسا
إني نثرْتُ عليك دُرّاً فانتقِدْ ... كثُر المدلِّسُ فاحذَرِ التّدليسا
حجّبتُها عن أهل إنطاكيّة ... وجلوتُها لكَ فاجتليْت عَروسا
خيرُ الطّيورِ على القُصور وشرّها ... يأوي الخرابَ ويسكُن النّاووسا

اسم الکتاب : الوساطه بين المتنبي وخصومه ونقد شعره المؤلف : الجرجاني، أبو الحسن    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست